شجرة قبائل حضرموت

شجرة قبائل حضرموت
قبائل حضرموت هي مسمى للقبائل التي تسكن محافظة حضرموت والمعروفة حاليا في شرق اليمن، وفي هذا المقال نستعرض شجرة قبائل حضرموت.
فقبيلة حضرموت: هي القبيلة التي سمي هذا الإقليم باسمها وظل معروفاً ودلت عليه كتب الحديث والسيرة والتاريخ فضلاً عن الآثار القديمة والزوار الأجانب وغيرهم، وتسكن هذه القبيلة في المنطقة من شبام غربا إلى نهاية شرق حضرموت، وجنوبا من الساحل إلى الربع الخالي شمالا.
بطون قبائل حضرموت
من بطون هذه القبيلة:
بنو شبيب بن حضرموت وينتسب إليهم الصحابي الجليل وائل بن حجر الحضرمي الذي رحب به النبي صلى الله عليه وسلم وبشر الصحابة بقدومه إلى المدينة مسلماً في العام العاشر من الهجرة، وبنو الحارث بن حضرموت ومن بني الحارث الأشباء سلالة شبأ بن حضرموت.
ومنهم بنو الدغّار الساكنون شبام وحكامها وانتقلوا بعد ذلك إلى حجر، وآل الهزيلي وآل بن جميل والأسداس، والحبوضي وغيرهم حكام حضرموت حتى القرن التاسع الهجري في عدد من مناطق حضرموت. وبنو مرة بن حضرموت , ومنهم آل أبي قحطان الساكنون تريم وينتسب إليهم السلطان عبدالله بن راشد أشهر سلاطينهم في مدينة تريم وامتدت دولته إلى منطقة الفرط غرب القطن .
والصدف تسكن غرب حضرموت من قبيلة حضرموت وينتمي لها الكثير من أهل حضرموت حالياً، وقد زاحمتها كندة في منازلها حين عادت من غمر كندة في شمال الجزيرة العربية قبل الإسلام حتى كادت تطمسها والبعض ينسبهم لكندة وهو خطأ فاش أيضا وهم من حضرموت على القول الراجح فلم يغادروا حضرموت كبقية قبائل كندة ووفدهم إلى المدينة عند إسلامهم مستقلاً عن كندة.
وعلى أثر ذلك اختلف النسابون في نسبة الصدف، نسبها البعض إلى حمير وهذا من فعل الهمداني المتعصب لليمننة للشجر والحجر والبشر في حضرموت، ونسبها البعض الآخر إلى كندة لأن البعض من المهاجرين الفاتحين منهم يكتبون في ديوان كندة في مصر ولاتذكر أسماءهم أنهم من كندة بل الصدفي دون زيادة في كثير من كتب أهل الحديث.
فمن نسبهم إلى حمير نشوان الحميري , فقال : الصدف قبيلة من حمير وكذلك الحسن بن أحمد الهمداني قال أنهم من حمير ،والصدف أقدم من قبيلة حمير وكندة في حضرموت.
وقد أقامت قبيلة حضرموت في جهتها عدة بلدان ومن أهمها : المزين , وشبام ومدودة وتريس , ومشطة , وتريم , وتنعه وقرى تريم كلها حضرمية لهم, والعجز , وثوبة وكانت تزرع الأعناب والقطن وأخصب أراضي حضرموت.
وتعرضت حضرموت للغزو والإحتلال السبئي والحميري قبل الإسلام
وحرص الحميريون بعد احتلالهم لأجزأ من حضرموت على تثبيت سيطرتهم واحتلال المنطقة أو بسط نفوذهم فيها، بتقريب هذه العائلات الحضرمية التي واجهتهم في بداية الأمر وإطلاق يدها في التوسع بضم مستوطنات جديدة ؛ ونجحت سياستهم المرنة أيما نجاح ؛و أن عشيرة ( اليزأنيين) كانت أول من ارتبط مع الحميريين بالنسب وهذا ما يؤكده( الهمداني في صفة جزيرة العرب ): ( أن الايزون – اليزأنيين- الذين يلحقون أنسابهم بحمير استمروا في سكنى مناطق شبوة كما أن النقوش المكتشفة تحدثت أيضا ،عن أسماء أخرى من الوجهاء الحضارمة المحليين الذين أعانوا الاحتلال الحميري في حضرموت ألحقوا نسبهم بحمير حضرموت .
فمن عرف من حمير حضرموت في نسبه، قيل أنهم في الأصل من قبيلة حضرموت العريقة في الغالب؛ ومما يؤكد ذلك استمرار بقاءهم في نفس الأماكن السا بقة جنوب غربي حضرموت (وفى الداخل من الجهة الشرقية والوسطى من وادى حضرموت تسكن قبيلة حضرموت، وأول بلادهم ،وفى أعلى بلد حضرموت تسكن كندة وتصب أودية مساكن كندة في مواطن قبيلة حضرموت ثم يصب حضرموت –الوادى – إلى بلد مهرة . و حضرموت بلاد واسعة كما هومعروف تتميز بخصائص جغرافية وبشرية متنوعة منذ القدم شكلت أهمية مكانية وتاريخية ، ففي الداخل وادي حضرموت استوطنت قبيلة حضرموت منذ أزمان ما قبل الإسلام كما مر بنا؛ وإلى الجوار منهم قبيلة كندة إحدى بطون كهلان اليمانية المشهورة كما هو قول هشام بن الكلبي و الحسن بن أحمد الهمداني؛ وقيل أنهم إحدى قبائل حضرموت الأصلية التي تنتمي إلى قحطان واستوطنت منذ عهد قديم جداً حضرموت ؛ وكان الصراع القبلي الأشد حدةً وضراوة بينهم وبين حضرموت المجاورة ،ولايمكن إلا أن يجمع بينهم النسب، كما جمع بينهم المكان.
والخلاصة أن قبيلة حضرموت حقيقة واقعة ولا علاقة لها بحمير وإنما حمير وسبأ احتلوا حضرموت قبل الإسلام والتاريخ كما يقال يكتبه المنتصر فهل طمس هوية حضرموت تظافر على طمسها في الماضي وكذا المتأخرون والقول بأن حضرموت من حمير وكندة من كهلان فأين أذن حضرموت والأحقاف، ومملكة حضرموت والصحابة والتابعين الذين دونت أسماءهم في تاريخ العرب قبل الإسلام قبل احتلال حمير وسبأ لحضرموت.
عدد قبائل حضرموت
وقبائل حضرموت اليوم يصل عددها الى حوالي (14) قبيلة. ومعظم هذه القبائل هي في الاصل احلاف قبلية والمعروفة محلياً بلفظة (زي). ولذلك فمن الصعب معرفة بطونها وافخاذها المنحدرة منها مباشرة. كما ان بعض الباحثين لايميز بين لفظتي بطن وفخذ فيجعل من البطون افخاذاً او العكس، مع ان البطن هو الاكبر والفخذ هو الاصغر. وعلى اية حال فاننا سنشير الى اسماء قبائل حضرموت المعاصرة والمعروفة اليوم وما تحويه من اقسام بصرف النظر عن كونها بطوناً أو أفخاذاً او غيره. وهذه الاقسام من حيث عددها ومسمياتها مأخوذة من صفحة 42 وما بعدها وكذلك من صفحة 90 وما بعدها من كتاب الاستاذ سالم احمد الخنبشي (سيبان عبر التاريخ) الصادر في المكلا 2007م، والذي اعتمد بدوره على معلومات وردت في كل من كتاب الاستاذ محمد احمد الشاطري (ادورار التاريخ الحضرمي) وكتاب الشيخ عبدالله احمد الناخبي (حضرموت: فصول في الدول والاعلام والقبائل والانساب). كما اننا اخذنا ما يتعلق بمكاتب يافع من صفحة 89 من كتاب الاستاذ محمد عبدالقادر بامطرف (المختصر في تاريخ حضرموت العام) والصادر في المكلا 2001م.
وقبائل حضرموت اليوم هي:
1- سيبان (18 قسماً).
2- الحموم (عشرة اقسام).
3- يافع (سبعة اقسام ويطلق عليها مكاتب).
4- آل ذييب – نعمان (خمسة اقسام).
5- بني ظنة (خمسة اقسام).
6- نوّح (خمسة اقسام).
7- الشنافر (اربعة اقسام).
8- نهد (اربعة اقسام).
9- الديّن (ثلاثة اقسام).
10- آل بلعبيد (قسمان).
11- الصيعر (قسمان).
12- العوابثة (قسمان).
13- بني مرة (قسمان).
14- بني هلال (قسم واحد).
وهذا يعني ان هناك حوالي سبعين قسماً او بطناً تندرج في هذه المنظومة القبلية في حضرموت. كما ان المعلومات المتوفرة عن بعض القبائل او بالاحرى الاحلاف القبلية مثل سيبان تفيد بان عدد اقسامها الاصغر والذين اطلق عليهم الاستاذ سالم الخنبشي في صفحة 90 وما بعدها من كتابة المشار اليه آنفاً ( سيبان عبر التاريخ) مسمى (افخاذ) يصل الى (82) فخذاً لهذا الحلف القبلي الكبير المسمى (سيبان) والذي يطلق عليه كما اشرنا (زي). ونظراً لعدم وجود ارقام نطمئن اليها بخصوص اعداد المنضويين في هذه القبائل الحضرمية المذكورة آنفاً مما يصعّب علينا القطع باكثر هذه القبائل عدداً. الا انه بتعدد اقسامها او بطونها فربما تكون (سيبان) هي الاكثر عدداً. ولكن ذلك يتطلب دراسة علمية وميدانية شفافة. وينبغي ان يكون الهدف منها المعرفة وخدمة التنمية الجادة في حضرموت وليس مزيداً من السلطة الوهمية او الاستعلائية. والمهم هنا ان نشير الى ان العديد من قبائل حضرموت قد اصبحوا من ساكني الحضر، وبعضهم مازال يسكنون البوادي والاودية والجبال. وهؤلاء جميعاً في الحضر او الريف او البادية في اندماج كامل وتام، وفي ظل هوية حضرمية واحدة لا تميّز بينهم الا بمقدار العمل والجهد الصادق لما ينفع حضرموت واهلها. وهم بلاشك في اطار مجتمع حضرمي واحد يسعى للنهوض والتطور والرخاء وإزالة حالة البؤس و الشقاء عن كاهله.
قبائل حضرموت الوادي والساحل
اما عن توزيع قبائل حضرموت الآنفة الذكر على مساحة اراضي حضرموت (الحالية) فانه من الصعب وضع خريطة توزيعية عامة نظراً لتداخل هذه القبائل مع بعضها في كثير من اراضي حضرموت، وحيث ان هذه القبائل قد انتشرت عبر العصور في كل ارجاء حضرموت، خصوصاً مع عدم وجود موانع جغرافية طبيعية كالجبال العالية او الانهار او المفازات التي يمكن ان تمنع انتقال بعض الافراد من قبائل حضرموت من مكان الى آخر داخل الاراضي الحضرمية، ودون ان يخل ذلك بما يعرف بالمطارح الاصلية لهذه القبيلة او تلك وضمن الاعراف القبلية المعتادة.
ورغم ما تقدم فان ما توفر من معلومات عن انتشار هذه القبائل حالياً في اراضي حضرموت يمكن ان يساعدنا في وضع خريطة اولية وعامة لتوزيع هذه القبائل، ففي الشريط الساحلي من مصب وادي حجر الى مصب وادي المسيلة وكذلك في الظهير الملتصق به نجد كل من قبائل نوّح ويافع والحموم. وفي الروافد الجنوبية لوادي حضرموت نجد بني هلال في وادي عمد وسيبان في وادي دوعن والعوابثة في وادي العين وآل جابر من الشنافر في وادي عدم. وفي الهضبة الفاصلة بين وادي دوعن ووادي حجر نجد قبيلة الديّن.
وعلى طول مجرى وادي حضرموت، وخاصة من القطن الى السوم نجد آل روح وهم من بني ظنة في وادي رخية، ثم نجد يافع في القطن وشبام، وآل كثير وهم من الشنافر في كل من شبام وسيئون، ثم نجد آل تميم وهم من بني ظنة في تريم وما حولها، ثم نجد المناهيل وهم كذلك من بني ظنة في غربي وادي حضرموت والى ثمود ورماه وحتى بادية المهرة.
اما في شمال وادي حضرموت فنجد في وادي سر ومناطق اخرى مجاورة بني مرة وبعض هؤلاء في وادي عمد. كما نجد في شمال وادي حضرموت وحتى بادية ثمود قبيلة العوامر وهم من الشنافر، وهم ينتشرون في مناطق متفرقة وخاصة في قف العوامر ببادية ثمود.
وفي غربي حضرموت، وخاصة في كل من القطن ووادي دهر نجد قبيلة نهد. وفي الشمال الغربي من حضرموت وحتى اطراف صحراء الربع الخالي وعلى مشارف الحدود الغربية الشمالية مع المملكة العربية السعودية نجد قبيلة الصيعر في منطقة حجر الصيعر او حجر المشائخ وكذلك في هينن والعبر وما حولهما.
وكذلك في غربي حضرموت وفي المنطقة المتاخمة للحدود الادارية الحالية مع محافظة شبوه نجد آل ذييب – نعمان وآل بلعبيد ويتوزعون في كل من وادي عمد والضليعة والطلح وعرمة وجردان.
وهذه المناطق الثلاث الاخيرة كانت حتى عام 1967م جزءاً من حضرموت ثم سلخت منها والحقت بالمحافظة الرابعة (محافظة شبوة فيما بعد). وما ذكرناه آنفاً هو توزيع عام للقبائل الحضرمية الاربعة عشر المذكورة سابقاً، ومع اشارة عند الضرورة التي بعض اقسامها او بطونها. ولعله من المفيد ان تكون لدينا خريطة توزيعية مفصلة في هذا الشأن.
أكبر قبائل حضرموت
تُعد قبائل حضرموت من العوامل الأساسية التي شكلت الهوية الثقافية والاجتماعية في المنطقة. تتميز هذه القبائل بعراقتها وتأثيرها الكبير على المجتمع الحضرمى. من بين القبائل الكبيرة في حضرموت تبرز قبيلة آل كثير، التي تُعتبر واحدة من أكبر القبائل من حيث العدد والتاريخ. يُقدر عدد أفراد هذه القبيلة في حدود عشرة آلاف نسمة، ولها دور بارز في الحياة السياسية والاقتصادية في حضرموت.
قبائل الحموم تعتبر الأخرى من القبائل المهمة في حضرموت، وكذلك قبائل سيبان في حضرموت.
أخيراً، يبرز تأثير هذه القبائل على المجتمع المحلي من خلال نظمهم الاجتماعية والعلاقات القوية التي تربطهم ببعضهم البعض. إن هذا التأثير لا يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية، بل يمتد ليشمل الثقافة والتقاليد، مما يجعل قبائل حضرموت جزءاً أساسياً من تاريخ وثقافة المنطقة.
أقوى قبائل حضرموت
تعد قبائل حضرموت من العناصر الأساسية في بناء التاريخ الاجتماعي والسياسي لهذه المنطقة الغنية بالتراث. تعود قوة هذه القبائل إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تُسهم في تعزيز مكانتها وتأثيرها. من أبرز القبائل القوية في حضرموت يتواجد قبيلة سيبان, حيث تتمتع بمكانة اقتصادية مرموقة بفضل استثماراتها في الزراعة والتجارة. كما تملك هذه القبيلة تأثيرًا كبيرًا على المستوى المحلي من خلال علاقاتها الوثيقة مع القبائل الأخرى.
علاوة على ذلك، تعتبر قبائل الحموم من القبائل ذات النفوذ، حيث ارتبط اسمها بالنزاعات التاريخية التي قد تعود جذورها إلى صراعات للسيطرة على الموارد الطبيعية. ورغم تلك النزاعات، استطاعت الحميديون تكوين تحالفات قوية ساهمت في تعزيز قوتهم. تعتبر هذه القبائل نموذجًا حيًا لعلاقة متعددة المستويات تجمع بين التعاون والتنافس.
من جانب آخر، تتميز قبيلة العوامر بقوة تأثيرها في الأنشطة السياسية والاجتماعية، حيث تُعَدُّ أحد أبرز الفاعلين في المشهد السياسي في المنطقة. لقد ساهمت العوامر في خلق توازنات سياسية عبر تحالفاتها الاستراتيجية مما أضفى على قوة تلك القبيلة أهمية على الساحة المحلية. تتجلى تلك القوة في قدرتهم على تنظيم الفعاليات الاجتماعية التي تعزز من وحدتهم وتضامنهم.
تواجد هذه القبائل الأقوى في حضرموت يبرز التنوع الاجتماعي والاقتصادي الذي يشكل هذا المجتمع. إن تاريخها الغني بالنزاعات والتحالفات يعكس مدى التعقيد الذي يكتنف العلاقات بين القبائل، وهو ما يعزز من مكانتها كأطراف فاعلة في تحديد مسار الأحداث في المنطقة.
التنوع القبلي في حضرموت
يتميز إقليم حضرموت بتنوعه القبلي الفريد الذي يعتبر جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية والاجتماعية لهذه المنطقة. يضم هذا الإقليم مجموعة واسعة من القبائل التي تختلف في عاداتها وتقاليدها، مما يسهم في تشكيل النسيج الاجتماعي المعقد للمنطقة. وعلى الرغم من أن بعض القبائل مثل قبيلة بن يعقوب أو القعيطي تحظى بشهرة واسعة، إلا أن هناك العديد من القبائل الأقل شهرة التي تلعب دورًا حيويًا في حياة المجتمع المحلي.
هذا التنوع القبلي يسهم في تطوير الهوية الحضرمية وزيادة الإحساس بالانتماء بين أفراد القبائل المختلفة. على سبيل المثال، قبيلة بن هلال، رغم كونها ليست من القبائل الأكثر شهرة، لها تأثير كبير على الحياة الثقافية والسياسية في المناطق التي تتواجد فيها. تصديرها لقيم التسامح والتعاون بين القبائل أسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، وهذا النموذج يتكرر أيضًا في القبائل الأخرى مثل قبيلة السقاف أو العكبري. تعتبر هذه القبائل تفاعلاتها مع بعضها البعض ضامناً للتعايش السلمي والتكامل الاجتماعي.
إضافةً إلى ذلك، فقد أثر هذا التنوع القبلي على الفنون والحرف التقليدية في حضرموت. تتبنى كل قبيلة تقاليدها الخاصة في الفنون الشعبية، مما يجعل الثقافة الحضرمية غنية ومتنوعة. وتظهر هذه التقاليد في المهرجانات والاحتفالات، حيث يتم تبادل الفنون والممارسات الثقافية، مما يعزز الروابط الثقافية بين القبائل المختلفة. في نهاية المطاف، فإن التنوع القبلي في حضرموت لا يعكس فقط الحياتين الاجتماعية والثقافية، بل يشكل هويةً فريدة تعكس التاريخ العريق لهذه المنطقة.
الاقتصاد ودور القبائل
تُعتبر قبائل حضرموت من العناصر الأساسية التي تؤثر في الاقتصاد المحلي للمنطقة. يمتاز الاقتصاد الحضرمي بتنوعه، حيث يلعب الأفراد من القبائل دورًا محوريًا في العديد من الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك التجارة والزراعة والرعي. من التاريخ، ارتبطت القبائل بتجارة البخور والذهب، والتي كانت تعتبر من المصادر الهامة للدخل، ما ساهم في تعزيز المكانة الاقتصادية للقبائل في المجتمع.
في الوقت الحاضر، لا يزال معظم الفاعلين الاقتصاديين في حضرموت ينتمون إلى هذه القبائل، التي تجسد تقاليد التجارة والنشاط التجاري. تقوم القبائل بتأسيس مؤسسات صغيرة والمتاجر التي تلبية احتياجات المجتمع المحلي، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام. كما أن هناك العديد من الشباب الذين يقومون بفتح مشاريعهم الخاصة، مما يساهم في تنويع الاقتصاد وزيادة الفرص الوظيفية.
إلى جانب التجارة، تلعب الزراعة دورًا بقوة في حياة القبائل، حيث تعمل الأسر على زراعة المحاصيل المحلية مثل القمح والذرة والتمور. توفر هذه الأنشطة الزراعية للقبائل مصدراً مهماً للغذاء والعمل، مما يعزز من الاستقرار الاقتصادي. كذلك، فإن الرعي يعد جزءًا مكملًا لهذه الأنشطة؛ حيث تربي القبائل المواشي، مما يسهم في تلبية احتياجات السوق من المنتجات الحيوانية مثل اللحم والحليب.
بإجمال، يمكن القول إن النشاط الاقتصادي للقبائل في حضرموت لا يقتصر على التجارة والزراعة فقط، بل يمتد إلى تشكيل مجتمع متكامل يسعى نحو تحقيق التنمية المستدامة. من خلال جهودهم المستمرة، تعزز القبائل من مكانتها وتأثيرها في الاقتصاد المحلي، مما يساهم بشكل مباشر في تحسين مستوى المعيشة والتنمية في المنطقة.
مواضيع ذات صلة: