أكبر قبائل اليمن بالترتيب

قبائل اليمن إحدى القبائل العربية التي سكنت اليمن منذ اللحظة الأولى في التاريخ القديم، وبالتالي هذا يأخذنا إلى التساؤل عن اكبر قبائل اليمن بالترتيب.
في الحقيقة أن لدينا أصول لهذه القبائل أو مايسمى بالبطون الرئيسية ولكنها لم تعد تجد موجودة بمعناها الحقيقي. إذ تفرعت منها عشرات القبائل الأخرى التي أصبحت كل قبيلة مستقلة عن الأخرى.
حمير وكهلان مرجع قبائل اليمن
الى حمير وكهلان تنتمي أغلب قبائل اليمن وهذه القبائل متداخلة فيما بينها جغرافيا في أكثر من محافظة يمنية.
تعد قبائل مذحج هي اكبر قبائل اليمن الا انها متفرقة ولايجمعها نطاق جغرافي محدد. وانتقلت بعض هذه القبائل إلى الجزيرة العربية.
الأصول الكبرى ل قبائل اليمن
قبائل همدان
تعد همدان من أبرز الكيانات القبلية في اليمن، حيث يعود ذكرها في المصادر التاريخية إلى القرن السابع قبل الميلاد. ينظر إلى همدان تقليديًا على أنها الجد القبلي لاتحادي حاشد وبكيل القبليين، اللذين يمثلان قوتين اجتماعية وسياسية هامتين في تاريخ المنطقة.
الأصول والتسمية:
تشير المصادر الإخبارية إلى أن همدان هو اسم جد القبائل المكونة لاتحادي حاشد وبكيل. وينسبونه إلى همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.
كان الإله “تألب ريام” يعتبر الإله الأكبر لدى همدان، حيث كانوا يعتقدون أنه والدهم وابن الإله السبئي الأكبر “إل مقه”. وقد ورد ذكر اسم همدان في نصوص المسند القديمة بصيغة “أرضم همدن”. والتي تترجم حرفيًا إلى “أرض الهمد”، حيث يقصد بـ “الأرض الهمد” الأرض الجافة غير المنتجة.
التطور التاريخي:
ينقسم اتحاد همدان القبلي إلى قسمين رئيسيين هما حاشد وبكيل، وهما من أكبر القبائل في اليمن. يعود أقدم ذكر لقبيلة حاشد، أو “حشدم” كما ورد في النصوص السبئية القديمة، إلى القرن الرابع قبل الميلاد. بينما يعود ذكر بكيل إلى القرن السادس قبل الميلاد.
ابتداءً من القرن الرابع قبل الميلاد، شهدت مملكة سبأ تحولًا ملحوظًا حيث أصبح ملوكها ينتمون إلى أحد فرعي همدان. وذلك لأسباب لا تزال قيد البحث والتنقيب الأثري.
وفي النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد. تمكن زعيم حاشد “يريم أيمن” من احتكار السلطة، قبل أن تنتقل إلى بكيل في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد. انتهت سيطرة بكيل في أعقاب انتصار الحميريين بقيادة “ذمار علي يهبر الأول” في عام 100 ميلادي.
المواقع الجغرافية والتحالفات القبلية:
تتمركز قبائل همدان بشكل رئيسي في صنعاء والمناطق المحيطة بها، وتمتد نفوذها إلى محافظة عمران. بالإضافة إلى ذلك، توجد قبائل مشيخة منفصلة خارج الحدود اليمنية، مثل قبيلة يام.
تشير المصادر الغربية إلى أن حاشد وبكيل يعتبران تحالفًا قبليًا واسعًا يضم العديد من العشائر. وهي ممارسة تاريخية شائعة في شبه الجزيرة العربية. حيث تنضوي القبائل الأصغر تحت لواء القبائل الأكبر لأسباب مختلفة. يعتقد أن كلمة “بكيل” مشتقة من الفعل “يبكل” الذي يعني الاختلاط أو التجمع، بينما يرى آخرون أنها تعني الرجل الجميل. ومع ذلك، وبالنظر إلى ورود اللفظ في النصوص السبئية، فمن المرجح أن يكون له معنى آخر في هذا السياق. مما يؤكد على قدم اسمي حاشد وبكيل الذي يعود إلى عهد مملكة سبأ.
الدور التاريخي والسياسي:
تاريخيًا، لقبت قبيلتا حاشد وبكيل بـ “جناحي الأئمة الزيدية”، إلا أن هذا لا يعني حصر الانتماء المذهبي الزيدي فيهما أو أن جميع أفراد همدان هم من الزيدية. بل يعكس دورهم التاريخي في دعم الأئمة الزيدية.
على الرغم من أن ثورة 26 سبتمبر انطلقت من تعز، وهي منطقة ذات ارتباط قبلي أقل مقارنة بمناطق يمنية أخرى، إلا أن همدان لعبت دورًا محوريًا في دعم الثورة.
وقد أكسب هذا الدعم قبائل همدان نفوذًا ومواقع قوة مكّنتها من التأثير في صنع القرار السياسي للجمهورية اليمنية الناشئة. كما أتاحت الثورة فرصًا أوسع للقبيلة لممارسة الأنشطة الاقتصادية والتجارية، مما أثر على البيئة الثقافية والاجتماعية التقليدية. وقد أشارت بعض المصادر إلى أن ولاء بعض الأسر والعائلات من حاشد وبكيل كان يتغير وفقًا للمصالح السياسية المتغيرة. وتعتبر حاشد من أكثر القبائل نفوذًا سياسيًا في الجمهورية اليمنية منذ سقوط الملكية عام 1962 وحتى بعد الوحدة اليمنية.
التقسيمات القبلية:
ينقسم اتحاد بكيل القبلي إلى أربعة أقسام رئيسية هي أرحب ومرهبة ونهم وشاكر.
وتعد بكيل من أكثر القبائل اليمنية عددًا، حيث انضمت إليها العديد من القبائل الأخرى، مما جعلها أكبر اتحاد قبلي في اليمن. ومع ذلك، فإن نفوذها السياسي أقل من نفوذ حاشد، ويعود ذلك إلى تعدد مشيخاتها وعدم استقرارها في أسرة واحدة.
خاتمة:
تظل همدان واتحاداتها القبلية حاشد وبكيل من المكونات الأساسية للنسيج الاجتماعي والسياسي في اليمن، حيث لعبت دورًا هامًا في مختلف المراحل التاريخية للبلاد. ولا يزال تاريخهم وتأثيرهم محط اهتمام الباحثين والمؤرخين.
قبائل مَذحِج
تُعد قبيلة مَذحِج من القبائل اليمنية القديمة ذات الأهمية التاريخية، حيث يعود أقدم ذكر لها إلى القرن الثاني قبل الميلاد. وقد ارتبطت مَذحِج تاريخيًا بمملكة كِندة، كما ورد ذكرها في نقش النمارة الخاص بملك مملكة الحيرة، ووُصفت في نصوص خط المسند بـ “أعراب سبأ”، مما يشير إلى موقعها ضمن النسيج القبلي في جنوب الجزيرة العربية.
وتعتبر مَذحِج من الأصول القبلية التي تفرعت منها العديد من القبائل في اليمن ومختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى مناطق أخرى حافظت على روابطها القبلية. وقد عرفت القبيلة في المصادر التراثية العربية بلقب “مذحج الطعان” دلالة على قوتها وبأسها.
التقسيمات القبلية والانتشار الجغرافي:
تنقسم قبيلة مَذحِج تاريخيًا إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي: سعد العشيرة، وعنس، ومراد. وتنتشر فروع هذه الأقسام في معظم مناطق اليمن.
وتشمل قبائل عديدة مثل النخع المتواجدة في محافظتي البيضاء وأبين، وبنو الحارث بن كعب في شبوة ومأرب وصداء، وعبيدة في مأرب، والحبّاب المنتمية إلى قحطان كذلك، والمنهالي في شمال حضرموت وسنحان وحول صنعاء (التي تنتمي إليها قبيلة علي عبد الله صالح وحكم في تهامة)، وقبيلة الحداء والقرادعة في مأرب (اللتين تنتميان إلى مراد، ومن الأخيرة الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي الذي لعب دورًا بارزًا في التاريخ اليمني الحديث).
تداخل الأنساب والتحالفات القبلية:
تتواجد قبيلة عنس في ذمار، بالإضافة إلى قبيلة آنس (والنسبة إليها الآنسي)، التي يعود أصلها إلى مَذحِج ولكنها انضمت إلى اتحاد بكيل القبلي، وهو مثال على التداخل القبلي الذي شهدته المنطقة. كما توجد قبيلة الرياشية (والنسبة إليها الرياشي) في محافظتي البيضاء والضالع، والتي يرى بعض المؤرخين أنها تنتمي إلى مَذحِج بينما ينسبها آخرون إلى كِندة، مما يعكس تعقيد الأنساب القبلية. وتُعد مَذحِج بذلك تجمعًا قبليًا واسعًا، حيث تنتمي إليها أيضًا عشائر الدليم في بادية العراق وسورية، التي تُرجع أصولها إلى زبيد، وهو فرع آخر من فروع مَذحِج.
خلاصة:
تعد قبيلة مَذحِج نموذجًا للقبائل العربية الكبيرة ذات التاريخ العريق والتفرعات الواسعة. ويظهر انتشار فروعها في مناطق جغرافية متنوعة وتداخل أنسابها مع قبائل أخرى مدى عمق تأثيرها في النسيج الاجتماعي والسياسي لشبه الجزيرة العربية على مر العصور.
قبائل حمير
تعد مملكة حِميَّر من القوى السياسية الهامة التي ظهرت في جنوب شبه الجزيرة العربية، وتمكنت في أوج قوتها من إسقاط مملكتي سبأ وحضرموت وتوحيدهما تحت سلطة مركزية واحدة. وعلى الرغم من أن الإخباريين ينسبون حِميَّر إلى سبأ كابنه الأكبر وأخ كهلان، إلا أن الشواهد الأثرية والنصوص السبئية القديمة تقدم صورة أكثر تعقيدًا.
تفكيك الأساطير وتحديد الهوية:
تشير النصوص السبئية القديمة إلى الحِميَّريين باسم “ولد عم”، حيث كان هذا “العم” هو الإله الأكبر لمملكة قتبان القديمة وليس سبأ، مما يضعف من الرواية القائلة بأنهم أبناء مباشرون لسبأ. وقد خاض الحِميَّريون صراعات طويلة مع مملكة سبأ، بل واستولوا على منطقة “دهسم” التي كانت موطنًا لقبيلتي يافع والمعافر، قبل أن يتمكنوا من إسقاط سبأ نهائيًا حوالي عام 275 ميلادية.
الاعتماد على الأدلة الأثرية:
تعتمد الروايات التقليدية عن أقسام حِميَّر بشكل كبير على كتابات الإخباريين، بينما لا تقدم النقوش المسندية تأكيدًا مباشرًا لهذه التقسيمات أو حتى لوجود شخصية تاريخية باسم “حِميَّر” كأب لقبيلة. ففي حين يذكر الإخباريون أن اسمه الحقيقي كان “العرنج” وأنه سمي بحِميَّر لارتدائه حلة حمراء، فإن النصوص المسندية تشير إلى “حِميَّرم” كاسم لسلالة حاكمة قديمة، على غرار “سبأ”. وقد انضمت قبائل مختلفة إلى هذه الأسرة الحاكمة في صراعها ضد سبأ، وهو ما يفسر اعتبار الإخباريين لهذه القبائل جزءًا من “قبائل حِميَّر”.
الصراع مع حضرموت والنشأة السياسية:
يعد أقدم نص مكتشف يشير إلى الحِميَّريين نقشًا حضرميًا يعود تاريخه إلى حوالي عام 400 قبل الميلاد (القرن الخامس قبل الميلاد). يذكر هذا النقش بناء سور حول وادي لبنة في حضرموت بهدف إعاقة تقدم الحِميَّريين ومنعهم من تهديد قوافل مملكة حضرموت بين شبوة وميناء قنا، بالإضافة إلى حجزهم عن التوسع نحو الساحل الحضرمي. وقد أسس الحِميَّريون حكومتهم في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، في فترة ضعف كبير شهدته مملكة سبأ. ونتيجة لذلك، تمكن الحِميَّريون من بسط نفوذهم على المناطق الوسطى والجنوبية من اليمن الحالي، واتخذوا من ظفار يريم عاصمة لهم.
الصراعات الداخلية والتوسع:
كان أول “قيل” (ملك) للحِميَّريين هو شمر ذو ريدان، الذي خاض معارك عديدة ضد إيلي شرح يحضب، وتحالف مع أي قوة معادية للسبئيين. ومع ذلك، لم يتمكن شمر ذو ريدان من تحقيق نصر حاسم واضطر في النهاية إلى مصالحة ملك سبأ، بل وانضم كقائد في جيوشه. وقد شهدت فترة صعود حِميَّر انقسامًا داخليًا، حيث ظل بعضهم متحالفًا مع سبأ بينما حافظ آخرون على استقلالهم ولم يعترفوا بسلطة السبئيين الضعيفة في تلك الفترة. وقد أدى هذا الوضع إلى ظهور أربع سلالات ملكية متنافسة في اليمن: حاشد وبكيل وسلالتان من حِميَّر، حيث كان كل “قيل” يلقب نفسه بلقب “ملك سبأ وذو ريدان”.
استمر هذا الاضطراب لمدة قرن ونصف تقريبًا، وظهر خلاله ما يقدر باثني عشر “قيلاً” حِميَّريًا، قبل أن يتمكن الحِميَّريون من تثبيت ملكهم بشكل نهائي في عام 275 ميلادية بقيادة شمر يهرعش.
خلاصة:
يقدم تاريخ حِميَّر مثالًا حيًا على تعقيد التاريخ القديم في جنوب الجزيرة العربية، حيث تتداخل الروايات التقليدية مع الشواهد الأثرية لتقديم صورة متعددة الأوجه لصعود وسقوط هذه المملكة الهامة. وتستدعي دراسة تاريخ حِميَّر منهجية نقدية تعتمد على تحليل المصادر المختلفة وتقييمها في سياقها التاريخي.
قبائل قضاعة
تُعد قضاعة من التجمعات القبلية التي تثير نقاشًا واسعًا في أوساط المؤرخين والنسابين. فبينما تُنسب تقليديًا إلى أنساب معينة في كتب التراث، فإن التحليل النقدي للنصوص القديمة يكشف عن صورة أكثر تعقيدًا لتكوين هذه القبيلة وهويتها.
غياب الشواهد النصية المبكرة والتحولات في المفاهيم النسبية:
من اللافت للنظر أن اسمي قضاعة و”عدنان” لا يظهران في النصوص القديمة التي سبقت ظهور الإسلام. أما بالنسبة لـ “قحطن” (قحطان)، فقد ورد ذكره بشكل محدود في نصوص المسند كاسم لمنطقة جغرافية، وليس بالصورة المفصلة التي رسمها الإخباريون خلال العصرين الأموي والعباسي. وقد ضم تجمع قضاعة قبائل متنوعة، بعضها استقر في جنوب الجزيرة العربية والآخر في شمالها.
دور العصر الأموي في تشكيل الهويات القبلية:
شهد العصر الأموي بداية مرحلة من التفاخر القبلي المحموم، حيث سعت كل مجموعة إلى ضم أكبر عدد ممكن من القبائل إلى قسمها، مما أدى إلى تأليف الأساطير ونظم أشعار الهجاء ضد الأقسام المنافسة. وقد امتد هذا التعصب القبلي حتى إلى الموالي، الذين كانوا يتباهون بأصول أسيادهم ويذمون الآخرين. وكانت معركة مرج راهط من الأحداث التاريخية الهامة التي ساهمت في تعميق هذه العداوات القبلية، حيث اصطف اليمانيون مع مروان بن الحكم والقيسية مع عبد الله بن الزبير.
الخلافات النسبية وأصول القبائل المكونة لقضاعة:
يعود الخلاف بين الإخباريين وأهل الأنساب حول قضاعة إلى هذا المناخ من التنافس القبلي. فالقبائل التي تُعد ضمن قضاعة قد ورد ذكرها في نصوص المسند ككيانات مستقلة (“أقوام”) دون الإشارة إلى أجداد مشتركين باسم قضاعة. ومن أبرز هذه القبائل خولان، التي ورد ذكرها باسم “خولن” و”ذي خولن”، بالإضافة إلى قبائل أخرى تُنسب تقليديًا إلى قضاعة مثل كلب (بنو كلب) ونهد وعذرة، ولكن لم يتم ذكرها أبدًا كوحدة قبلية واحدة تحمل اسم “قضاعة”.
طبيعة قضاعة كحلف قبلي محتمل:
تتميز بعض هذه القبائل، مثل نهد وخولان، بطبيعتها البدوية وانتشارها الجغرافي الواسع، حيث تعيش في المناطق الجبلية وتمتد خارج حدود اليمن إلى العديد من الأقطار العربية. ويُرجح بناءً على هذه المعطيات أن قضاعة لم تكن كيانًا قبليًا متجانسًا ينحدر من جد واحد. بل كانت على الأغلب حلفًا قبليًا ظهر في العصر الأموي وضم قبائل ذات أصول متباينة، ثم تفكك هذا الحلف بمرور الوقت.
خلاصة:
تُجسد قضاعة مثالًا هامًا على الديناميكية التي شهدتها الأنساب القبلية في العصور المبكرة للإسلام. فبدلًا من اعتبارها قبيلة ذات أصل واحد. تشير الأدلة إلى أنها كانت على الأرجح تجمعًا قبليًا ظهر في سياق تاريخي محدد وتأثر بالصراعات والتنافسات القبلية في تلك الفترة. ويتطلب فهم طبيعة قضاعة تحليلًا نقديًا للمصادر التاريخية والأثرية مع الأخذ في الاعتبار التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها المنطقة.
قبائل كنده
تُعد قبيلة كِندة من الكيانات القبلية البارزة في شبه الجزيرة العربية. حيث تبرز إشاراتها في النقوش السبئية التي تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد. وقد اكتسبت هذه القبيلة في المصادر التراثية لقب “كندة الملوك”. مما يشير إلى دورها السياسي الهام وتأسيسها لمملكة في منطقة نجد.
التحديات المنهجية والمصادر التاريخية:
يحيط بتاريخ مملكة كِندة في فترة ما قبل الإسلام قدر كبير من الغموض. الأمر الذي يستدعي منهجية حذرة في التعامل مع المصادر. فبينما تقدم الروايات الإخبارية مادة غزيرة، فإن الدراسات الحديثة تعتمد بشكل أساسي على الشواهد الأثرية. ولا سيما الكتابات المدونة بخط المسند القديم والتي تم اكتشافها في موقع قرية الفاو.
تمثل هذه النقوش مصدرًا بالغ الأهمية للباحثين، إذ تتيح لهم إمكانية استخلاص معلومات تاريخية بمعزل عن التحيزات القبلية أو التفسيرات الأيديولوجية التي قد تشوب روايات النسابين والمؤرخين التقليديين.
التقسيمات القبلية والانتشار الجغرافي:
تُقسم قبيلة كِندة تاريخيًا إلى ثلاثة فروع رئيسية: “بنو معاوية”، الذين يُشار إليهم بلقب “الأكرمين” نظرًا لانحدار ملوك كِندة منهم، بالإضافة إلى فرعي “السكون” و”السكاسك”. وقد تفرعت من هذه الأقسام الثلاثة ما يزيد عن خمسين قبيلة. وتنتشر فروع كِندة حاليًا في مناطق متفرقة تشمل اليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، كما توجد عشائر في العراق والأردن لا تزال تحتفظ بصلاتها ونسبها القديم.
الإشارات المبكرة في النقوش السبئية:
تُشير أقدم النصوص السبئية التي ورد فيها ذكر قبيلة “كِندة” إلى تواجدها في منطقة نجد خلال القرن الثاني قبل الميلاد.
وقد ورد ذكر كِندة ومذحج في نصوص خط المسند بصيغة “أعراب سبأ”. مما يعكس العلاقة التي كانت تربط هاتين القبيلتين بمملكة سبأ في تلك الفترة.
خلاصة:
تُعد قبيلة كِندة نموذجًا للدراسات التاريخية التي تتطلب تضافر جهود المؤرخين وعلماء الآثار واللغويين من أجل إعادة بناء صورة متكاملة لتاريخها. فبين الروايات الشفهية والنقوش الأثرية، تتجلى أهمية هذه القبيلة ودورها في تشكيل ملامح التاريخ القديم لشبه الجزيرة العربية.
قبائل حضرموت
تُمثل حضرموت كيانًا تاريخيًا وجغرافيًا متميزًا في جنوب شبه الجزيرة العربية. وعلى الرغم من أن النسابين والإخباريين التقليديين يربطونها بحِميَّر كبطن من بطونها. فإن الأدلة الأثرية واللغوية تشير إلى هوية أكثر استقلالية وعراقة لحضرموت.
نقد الروايات التقليدية وتأكيد الاستقلالية التاريخية:
تتعدد الروايات الشعبية حول أصل تسمية حضرموت، حيث يذكر البعض قصة “عامر بن قحطان” الذي قيل إنه كان كثير القتل، فإذا رآه أعداؤه صاحوا “حضر موت”. إلا أن هذه الروايات تفتقر إلى السند الأركيولوجي ولا تدعمها الاكتشافات الحديثة. فحضرموت ليست مجرد جزء من حِميَّر، بل هي كيان أقدم تاريخيًا. وعلى الرغم من ذلك، تُعد بعض القبائل الحضرمية مثل سيبان ونوح والصدف والصيعر ضمن القبائل التي تُنسب تقليديًا إلى حِميَّر.
غياب الأدلة النسبية والاختلاف حول الانتماء القبلي:
لم يتم حتى الآن اكتشاف أي نقوش بالمسند تقدم سلسلة نسب متكاملة لجميع القبائل، بما في ذلك قبائل حضرموت. تثبت بشكل قاطع “حِميَّرية” هذه القبائل.
فقبيلتا سيبان ونوح، على سبيل المثال، هما من القبائل القديمة التي ورد ذكرها إلى جانب المهرة في نص دونه شميفع أشوع الحميري، دون أن يتضمن النص أي تسلسل نسبي. وقد اختلف المؤرخون والإخباريون في تفسير هذه الإشارات، حيث سعى البعض ممن رأى أن حضرموت حميرية إلى إدراج هذه القبائل ضمن أنساب حِميَّر، بينما وصفهم آخرون، وهو الرأي الأقرب للصواب، بأنهم أحياء من حضرموت.
الأدلة اللغوية والأنثروبولوجية على التمايز:
تشير الملاحظات إلى أن هذه القبائل الحضرمية، مثل سيبان ونوح والحموم. تظهر تقاربًا في الملامح والملابس مع قبائل المهرة وسكان سقطرى أكثر من ارتباطها بحِميَّر، مما يعزز فكرة وجود أصول وهوية ثقافية متميزة لحضرموت.
التحولات الاجتماعية والولاءات الحديثة:
تتميز حضرموت بشكل عام بكونها أقل قبلية نسبياً مقارنة بمناطق أخرى في اليمن، على الرغم من وجود التكوينات القبلية. وفي دراسة أجرتها الباحثة الأمريكية سارة فيليبس بالتعاون مع جامعة صنعاء. تبين أن نسبة الأفراد الذين صرحوا بأن الولاء يجب أن يكون للدولة لا للقبيلة كانت أعلى بنسبة 70% بين سكان محافظة حضرموت مقارنة بسكان محافظة عمران، التي تُعد مركز نفوذ آل الأحمر القبلي.
خلاصة:
تظهر دراسة تاريخ حضرموت ضرورة التمييز بين الروايات التقليدية والأدلة الأثرية واللغوية. فحضرموت ليست مجرد امتداد لحِميَّر، بل هي منطقة ذات تاريخ وهوية ثقافية فريدة، تتطلب دراسات معمقة لفهم تطورها الاجتماعي والسياسي عبر العصور. وتشير المؤشرات الحديثة إلى تحول في الولاءات الاجتماعية نحو الدولة، مما يعكس ديناميكية التغير في الهياكل القبلية في المنطقة.
قبائل يافع
تعد قبيلة يافع من أكبر قبائل اليمن، ومن القبائل العريقة التي استوطنت منطقة جنوب اليمن. وتعود بجذورها النسبية إلى حِميَّر بن سبأ. وقد عرفت أراضيها في نصوص المسند باسم “دهس” أو “دهسم”، قبل أن يطلق عليها اسم يافع لاحقًا خلال فترة سلطنة يافع العليا. مما يعكس تحولًا في التسمية مرتبطًا بصعود نفوذ القبيلة.
التكوين القبلي والتوزيع الجغرافي:
تنقسم قبيلة يافع في منطقة يافع الأساسية إلى قسمين رئيسيين هما بنو قاصد وبنو مالك. وقد أسست هذه الفروع عدة سلطنات وإمارات على مر التاريخ في اليمن وخارجه. من أبرزها الدولة الطاهرية، وإمارة آل كساد، والسلطنة القعيطية، وإمارة آل بريك.
أما بالنسبة لتوزيعهم خارج منطقة يافع، فيُصنفون عادةً إلى ثلاثة بطون كبرى هي الموسطة والظبي وبنو قاصد، ويُطلق عليهم جميعًا لقب عيال مالك أو بنو مالك نسبة إلى الجد يافع ناعتة الذي كان يُلقب بمالك. وتنتشر فروع قبيلة يافع في معظم محافظات اليمن تقريبًا، مع تمركز ملحوظ في حضرموت. وتعرف يافع أيضًا بكونها من أوائل القبائل التي تبنت الدعوة السلفية النجدية في اليمن خلال فترة الإمام محمد بن عبد الوهاب.
الدور في ثورة 14 أكتوبر والتغيرات السياسية اللاحقة:
لعبت قبيلة يافع دورًا فاعلًا إلى جانب قبائل أخرى في ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني. ومع ذلك، وعلى عكس المناطق الشمالية من البلاد، لم يؤدِ الاستقلال وجلاء المستعمر إلى تعزيز نفوذ القبائل في مناطق الجنوب. بل شهِدت تراجعًا وتفككًا نسبيًا، مع اختلافات طفيفة بين محافظة جنوبية وأخرى.
ويعزى هذا التحول بشكل كبير إلى السياسات التي تبناها الحزب الاشتراكي اليمني. الذي استلم زمام السلطة بعد طرد الاستعمار البريطاني من عدن، حيث كان إضعاف النفوذ القبلي من ضمن أولوياته. ومع ذلك، عادت الانتماءات القبلية (أو المناطقية بصورة أدق) إلى الظهور بشكل واضح خلال حرب عام 1986 بين أنصار عبد الفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد، مما يشير إلى استمرار أهمية هذه الهويات في المشهد السياسي والاجتماعي. كما ورد ذلك في موسوعة ويكيبيديا
خلاصة:
تعد قبيلة يافع مثالًا بارزًا على القبائل الجنوبية التي لعبت دورًا محوريًا في تاريخ اليمن الحديث. سواء في مقاومة الاستعمار أو في التطورات السياسية والاجتماعية اللاحقة. ويظهر تاريخها تفاعلًا معقدًا بين الهوية القبلية والتغيرات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد. مما يجعلها موضوعًا هامًا لفهم الديناميكيات القبلية في اليمن.
الهاشميين في اليمن
من ضمن القبائل المتواجدة في اليمن والتي لها ايضا تواجد يتوزع في عدد من محافظات الجمهورية قبائل السادة في اكثر من محافظة يمنية.
أكبر قبائل اليمن في المحافظات اليمنية
أكبر قبائل اليمن بالترتيب من حيث المحافظات هي :-
- بكيل والتي يقطن أفرادها في أجزاء من محافظات صعدة والجوف ومأرب وصنعاء وعمران.
- حاشد ويقطن أفرادها ذات السواد الأعظم في محافظة عمران واجزاء من محافظة حجة.
- خولان عامر في محافظة صنعاء
- مراد في محافظة مأرب
- قيفة في محافظة البيضاء وسط اليمن
- دهم في محافظة الجوف وصعده
- المعازبة
- الصبيحة في محافظة لحج
- يافع في محافظة لحج ومحافظة أبين
- شرعب في محافظة تعز غرب اليمن.
- خبان في محافظة اب
- العوالق في محافظة شبوة شرق اليمن
- قبيلة الحموم في محافظة حضرموت شرق اليمن
- قبائل بنير في محافظة البيضاء وسط اليمن.
- قبائل عله في محافظة أبين جنوب اليمن.
- ال عمر ( العمري ) في محافظة البيضاء ويريم والقفر
- عنس في محافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء
- عبيده في محافظة مأرب بمديرية الوادي المسمى وادي عبيده
- المصعبين في محافظة شبوة
- قبائل آل بليل في محافظة أبين
- بني عمر في محافظة اب
- قبائل الكثيري في سيؤن بمحافظة حضرموت
- الصيعر في محافظة حضرموت.
- الزرانيق في محافظة الحديدة غرب اليمن.
- الحجرية في محافظة تعز.
- بني ضبيان في محافظة صنعاء
- خولان الطيال في محافظة صنعاء
- بني جبر في محافظة صنعاء ومأرب
- أرحب في محافظة صنعاء
- قبائل نعم في محافظة صنعاء
- باكازم في محافظة أبين
- العواذل في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء ومديرية لودر بمحافظة أبين.
- حجور في محافظة حجة.
- ال عواض في محافظة البيضاء
- آل الرصاص في محافظة البيضاء.
- ال حميقان في محافظة البيضاء
- الحد في محافظة لحج
- الحدا في محافظة ذمار
- بني مطر والحيمتين في صنعاء.

اكبر قبائل اليمن من حيث المساحة الجغرافية
تختلف قبائل اليمن من حيث المساحة الجغرافية، و أكبر قبائل اليمن من حيث المساحة الجغرافية القبائل التالية:
- قبائل حضرموت
- قبائل بكيل في الجوف
- قبائل الصبيحة في لحج
- قبائل يافع في لحج
- قبائل باكازم في أبين
- قبائل حاشد في عمران وحجة
- قبائل الحجرية في محافظة تعز.
الخاتمة:
هناك عشرات القبائل الأخرى من قبائل اليمن قد ربما أغفلنا ذكرها هنا. غير أن هذه القبائل هي أكبر قبائل من حيث الترتيب.
فيديو توضيحي لأكبر عشر قبائل يمنية
مواضيع ذات صلة: