حزب المؤتمر الشعبي العام ومسيرة ثلاثة وأربعين عام

يحتفل حزب المؤتمر الشعبي العام بالذكرى الأربعين لتأسيسه في العام 1982 وفي هذه المناسبة سنسلط الضوء على مسيرة تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام.
مسيرة حزب المؤتمر الشعبي العام
حكم الحزب المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه الجمهورية العربية اليمنية منذ اغسطس 1982 وحتى العام 1990، وبعد تحقيق الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية حكم حزب المؤتمر الشعبي العام اليمن إلى جانب كلا من حزب التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني حتى العام 1994.
بعد حرب صيف 1994 دخل حزب المؤتمر الشعبي العام في شراكة مع حزب التجمع اليمني للإصلاح وتقاسم الجانبين الحقائب الوزارية، حتى عام 1997.
بعد ذلك التاريخ تفرد المؤتمر الشعبي العام بحكم اليمن حتى نهاية العام 2011 بعد اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي أطاحت بنظام علي عبدالله صالح.
بعد عام 2012 اتجه حزب المؤتمر الشعبي العام إلى تقاسم السلطة مع القوى الجديدة ، فيما اتجه رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح إلى التحالف مع الحوثيين لإسقاط الحكومة وهو ماتم بالفعل.
بعد الانقلاب على الشرعية أصبح المؤتمر منقسم على نفسه وتوزع أفراده بين مساند ومؤيد للحوثيين، وبين محايد، وبين مدافع عن الشرعية.
إطلالة تاريخية على مسيرة المؤتمر الشعبي العام
تأسس المؤتمر الشعبي العام في 24أغسطس 1982م ويرأسه رئيس الجمهورية ” علي عبد الله صالح ” منذ تأسيسه وحتى 2018.
تتسم التركيبة السياسية للمؤتمر بالتماهي والتداخل مع الجهاز التنفيذي للدولة من جهة ومع التركيبة القبلية للمجتمع اليمني من جهة أخرى وفي إطاره يجمع المؤتمر الشعبي خليطا من الأفكار والإيديولوجيات الإسلامية والقومية واليسارية .
يصنف المؤتمر الشعبي العام نفسه تنظيماً وسطياً ، ويرى أنه بخلاف الأحزاب الإيديولوجية الأخرى لم تكن نشأته استجابة لإيديولوجيات وأفكار وافدة من خارج الواقع اليمني، وترى فيه أحزاب المعارضة أنه – كبقية الأحزاب الحاكمة في العالم العربي – مولود من رحم السلطة ويرتبط وجوده بوجود الرئيس علي عبد الله صالح في سدة الرئاسة وتتهمه هذه الأحزاب بالفساد والسيطرة على مقدرات الدولة والتسلط في إدارة شئون البلد كما تتهمه بإفساد الحياة السياسية من خلال تضييقه للهامش الديمقراطي وسعيه المستمر لتفريخ أحزاب تدين له بالولاء .
تقاسم المؤتمر الشعبي السلطة مع الحزب الاشتراكي اليمني من تاريخ قيام دولة الوحدة في مايو 1990م حتى 27 أبريل 1993م حيث أجريت أول إنتخابات نيابية في الجمهورية اليمنية ( دولة الوحدة ) وحصل فيها على 123 مقعداً من إجمالي مقاعد مجلس النواب البالغ عددها ( 301 ) مقعد .
شارك في حكومة ائتلاف ثلاثية مع التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني عقب هذه الانتخابات حتى صيف عام 1994م حيث اندلعت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب .
بعد انتصاره في الحرب شكل حكومة ائتلاف ثنائية مع شريكه في الحرب والانتصار ” التجمع اليمني للإصلاح ” استمرت من يوليو 1994م حتى أبريل 1997م تاريخ إجراء ثاني انتخابات نيابية في البلد وقد حصل فيها المؤتمر الشعبي العام على 226 مقعداً أي ما نسبته 75 % ومنذ 1997م شكل المؤتمر منفرداً خمس حكومات متتالية .
حصل في الانتخابات النيابية الثالثة 27ابريل 2003م على 226مقعد أي ما نسبته 76.08%. من إجمالي مقاعد مجلس النواب( 301) .
شارك في الانتخابات المحلية فبراير 2001م وسبتمبر 2007م وحصل على الأغلبية
خاض مرشحه لرئاسة الجمهورية ” علي عبدالله صالح ” الانتخابات الرئاسية لدورتين متتاليتين في 1999م و 2006م وفي الدورتين حصل على أغلبية الأصوات الانتخابية عن طريق استغلال المال العام والتزوير.
هل سيتجاوز المؤتمر الشعبي العام مرحلة الخطر
تأسس حزب المؤتمر الشعبي العام في مطلع التسعينيات وتحديدا في ١٩٨٢/٨/٢٤، حيث أسست هذه المرحلة لتجربة حزبية غير مكتملة بانضواء تنظيمات سياسية متعددة تحت مسمى المؤتمر الشعبي العام كتنظيم سياسي واحد دشنه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح واحتكر المشهد السياسي نحو ثلاثة عقود تقريبا ، ورغم التعددية السياسية التي فرضتها دولة الوحدة إلا أن حزب المؤتمر ظل المهيمن الأساسي على المشهد السياسي والحزبي وعلى مقاليد الحكم في اليمن ، ويمكن وصف هذه المرحلة بأنها عصر الأحزاب الكرتونية أو المستأنسة .
بعد قيام الوحدة في العام ١٩٩٠، وإعلان التعددية الحزبية غادر الكثير حزاب المؤتمر الشعبي العام وعادوا إلى أحزابهم ، وبقى البعض منهم داخل المؤتمر ولم يغادروه إلا في العام ٢٠١١ بشكل شبه جماعي ملتحقين بأحزابهم ، لكن عام ٢٠١٤، كان عام تراجع الأحزاب بشكل عام وخاصة بعد دخول الحوثي صنعاء وقيادة المملكة العربية السعودية لتحالف عربي ادعى مواجهة الحوثيين واستعادة الشرعية تراجعت الحزبية وصارت الأحزاب بلا تأثير حقيقي ، وفي عام ٢٠١٩، أعلن عدد من الأحزاب تدشين تجمع سياسي تحت مسمى ” التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية ” أعلن دعمه للشرعية وإنهاء انقلاب الحوثي ، لكنه ولد ميتا .
والسؤال الذي يطرح نفسه وهو خاص بالمؤتمر الشعبي العام ، خاصة وأن الحديث عن ذكرى تأسيسه يأتي في ظروف صعبة ومصيرية سواء على مستوى الذكرى الشخصية المختزنة لتفاصيل الفرحة والآمال المتمسكة بروح التفاؤل ، أو على المستوى العام كون تأسيس المؤتمر كان جامعا لكل القوى الوطنية وحاملا لمشروع الجمهورية والوحدة ،
فهل يربح الحزب رهان الحفاظ على وحدته ويتجاوز مرحلة الخطر ، وهل يعود إلى قوته في ظل هذا التشظي داخل قياداته ؟
بسؤال آخر ، هل ستتجاوز قيادات المؤتمر ، بوعي وإدراك ومسؤلية ، كل سلبيات الماضي وتتعاطى مع معطيات الواقع القاسية وستتدافع باتجاه إحياء دور هذا التنظيم الوطني وتستعيد تجربته وشعبيته التي مازالت تشكل أملا بارزا ، أم أن المسألة متعلقة باحتفال بعيد ميلاد حزب في زمن قد ماتت فيه الأحزاب في اليمن؟
الحزب الذي عرفه اليمنيون
فتحي بن لزرق كتب ( سيظل حزب المؤتمر الشعبي العام هو الحزب اليمني الوحيد الذي في ظله عاش اليمنيون فترة رخاء قد لن تتكرر ابداً.
وهو الحزب الذي في عهده أنتخب اليمنيون ولاول مرة من يحكمهم بكل حرية وتم تداول السلطة سلميا.
وهو حزب عهد الحريات الصحفية والاحزاب والنقابات والحريات والسجون الفارغة من كل معارض سياسي سلمي وعهد الجيش الواحد والامن الواحد والدولة الواحدة.
وفي عهده عاش اليمنيون واعتاشوا في كل محافظات البلاد شرقاً وغرباً لم يخافوا على انفسهم قط..
وهو الحزب الذي في عهده درسوا وتخرجوا وتوظفوا وقبضوا راتباً قبل موعده وخرجوا الى الشارع وشتموا الرئيس والحكومة وعادوا الى منازلهم آمنين مطمئنين.
فكرة تأسيس المؤتمر الشعبي العام
محمد الزقري كتب قائلا ( المؤتمر شعبي …. وشعبي مؤتمر
الذكرى ال 40 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام
يوم غدا االأربعاء يصادف الذكرى ال40 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام
إنها الذكرى الأربعون لتأسيسه في 24 أغسطس عام 1982م كأول تنظيم سياسي يمني المنشأ والمولد حيث ولد من رحم الحوار الوطني بمشاركة كافة القوى السياسية التي كانت تعمل آنذاك في إطار السرية .
ويعد المؤتمر الشعبي العام هو التنظيم السياسي الوحيد الذي نشأ وتأسس بفكر يمني خالص بعيد عن الارتباط بالأيدلوجيات التي قامت على أساسها الأحزاب السياسية الأخرى في اليمن والمنطقة العربية .
وخلال 40 عاماً منذ تأسيسه قاد المؤتمر الشعبي العام اليمن نحو التحولات النوعية سياسياً واقتصادياً وفكرياً متوجاً تلك التحولات بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية – حلم كل اليمنيين – وأحد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر واقتران الوحدة بالتعديدية السياسية والحزبية والرأي الأخر ليشترك الجميع في حكم اليمن وتنميته من خلال الديمقراطية والتسابق على تقديم الأفضل لخدمة الوطن والشعب.
وكان المؤتمر بعد تحقيق الوحدة صاحب الإنجازات الكبيرة باعتباره التنظيم الذي نال ثقة الشعب الذي فوضه في ثلاثة انتخابات برلمانية ورئاسية ومجالس محلية مشتركاً ومؤتلفاً مع القوى الأخرى في أكثر من فترة وحكومة حقق خلالها الكثير من الانجازات على كل المستويات.
كما كان المؤتمر الشعبي العام من أكثر التيارات حرصاً على تعزيز المشاركة الشعبية وهي القوى التي تفاعلت ووجدت متسعاً في المشاركة السياسية معه بفضل حرص المؤتمر على عدم الإمساك بأدبيات الحكم بيد حديدية متجرداً بذلك عن الروح الديكتاتورية والاستبداد.
ولا يزال المؤتمر الشعبي العام التنظيم الأكثر فاعلية في التعاطي مع الإصلاحات الجوهرية الداخلية والتي كانت تستجيب للتحديات والمعطيات الجديدة وكانت مؤتمراته العامة الاعتيادية والاستثنائية محطات مهمة استغلها في تطوير وتحديث مختلف أنظمته ولوائحه.
ولايزال المؤتمر الشعبي العام يناضل دون هوادة من أجل إخراج البلاد من الأزمة الطاحنة وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن السعيد وتوسيع المشاركة الشعبية وترسيخ مداميك الدولة المدنية الحديثة .
وعبر مسيرته التاريخية ورحلته منذ ثلاثة عقود ونيف كان المؤتمر الشعبي العام ولا يزال يقف دائماً إلى جانب قضايا الوطن الإستراتيجية كأيمانه المطلق بالنظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية كوسيلة للتداول السلمي للسلطة، وظل المؤتمر خلال مسيرته مدمناً على تقديم التنازلات عن حقوقه الدستورية حفاظاً على اليمن وآمنة واستقراره.
وقد قال عنه المؤسس الشهيد البطل الزعيم علي عبدالله صالح إنه جسد النقلة التاريخية الطبيعية في النضال الوطني المعاصر حين وضع المصلحة العليا للأمة بوصله وتفاعله السياسي مع العقائد والإيديولوجيات التي ظلت تفتك ليس بوحدة الوطن بك كانت تمزق أصغر مكونات المجتمع .. وما يجري اليوم لخير دليل من شركاء ساحات النكبة اليمنية في العام 2011 وعلى رأس هذه المكونات العقائدية هيا جماعة الحوثيين الإيرانية الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين حزب الإصلاح.
وبعد اكثر من ثلاثة عقود من مسيرته الوطنية المتميزة الحافلة بالانجازات التاريخية ها هو اليوم صامد امام التحديات فهو صخرة من العزائم والإيمان والإرادة الفذة وهو بالإضافة إلى ذلك تعبير عن حاجات وطنية وإقليمية ودولية لايمكن القفز عليها بخفة بهلوان نحو أطماع ومشاريع صغيرة تهدد وجود ومكاسب ومستقبل اليمن الجمهوري الديمقراطي الموحد الذي به صار اليمن جزءاً فاعلاً في العالم.
وهو التنظيم السياسي الوحيد العابر للمناطقية والطائفية والجهوية
المؤتمر الشعبي العام حزب مدني
عبدالباسط البريهي يقول ( كلما صفت غيمت
مسيرة المؤتمر الشعبي العام الحاشدة لو كانت تمت فعلاً كما كان مخطط لها من رجال الدولة السياسين المخضرمين كانت فعلاً باتغير من نظرت العالم المشؤمه لتعز لأن المؤتمر حزب سياسي مدني لا يملك جناح مسلح يؤمن بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة ويقبل بالآخر حزب الوسطية والاعتدال والتسامح وهذا ما جعل العالم يعيدون النظر فيه ويلتفون حوله مؤخراً ويدعموه بقوة ليعود إلى الصدارة خاصةً بعد الفشل الذريع الذي حصل في أدارة شؤون الدولة وبعد ما تم تعمد استبعادة من تصدر المشهد السياسي في اليمن.
المؤتمر لم يكن حزبا سياسيا
صالح الحنشي يقول ( المؤتمر لم يكن يوما حزب سياسي . كان دولة. وكانت عضويته عبارة عن وظيفة.
وما ان سقطت دولته ذهبت كل جماعة منه
للبحث عن وظيفة اينما وجدتها.
عاد بعضهم يتحدثون عن انقسام. وضرورة اعادة اللحمه المؤتمرية
رجع المؤتمر دولة ولديه وظائف وستعود هذه اللحمة من نفسها بدون تعب.
طيب من بايرجع المؤتمر دولة اذا كانت قياداته ماباترجع الا وقده دولة ؟
أبرز مخرجات المؤتمر الشعبي العام
صالح محمد اسماعيل يقول ( كان المؤتمر الحزب اليمني الوحيد الذي ليس له ايدولوجيا (إسلامية أو قومية أو شيوعية)، لكنه استبدلها بما هو أخطر: تسخير المال والوظيفة العامة في شراء الولاءات وحشد الأتباع وضمان السيطرة حتى الاستحواذ.
وحتى يبرر ذلك، تم ضرب القيم وتزيف المفاهيم بشكل ممنهج؛ فأصبح من ينهب المال ذئب وأحمر عين، وأصبحت المحسوبية والوساطة سلوك يومي مقبول، كما استشرى الفساد المالي والإداري في كل المؤسسات الحكومية والرسمية.
لم يخرج المؤتمر رجال دولة بل مجموعة من النهابين وغاسلي الأموال وكثير من الانتهازيين والمتسلقين. لقد أفسد الحياة بشكل بشع وكل ما نشهده اليوم ليس إلا من نتائج حكمه.





