أصل قبيلة البلوي : جذور تاريخية عريقة وهوية ثقافية راسخأ
تُعد دراسة أصل قبيلة البلوي وتاريخها وتوزيعها الجغرافي وتراثها الثقافي أمرًا بالغ الأهمية لفهم دورها المحوري في تشكيل الهوية الثقافية للعرب. سنتطرق في هذا المقال إلى تأثيرها في الأحداث التاريخية والتحالفات الاجتماعية، مع استعراض العادات والتقاليد المميزة التي تُشكل روح مجتمع البلوي. تعتبر قبيلة بلي، أو كما تُعرف بـقبيلة البلوي، من القبائل العربية الأصيلة التي تمتلك جذورًا تاريخية ضاربة في عمق العصر الجاهلي. يعكس تاريخ هذه القبيلة عراقة وفخرًا، و
أصل قبيلة البلوي
يتجلى أصل قبيلة البلوي في نسبها الذي يعود إلى بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن لمكنوح بن اخنوخ بن اليارد بن مهلائيل بن انوشيقنان بن شيث بن آدم عليه السلام. هذا النسب الطويل يوضح عمق الجذور التاريخية لـقبيلة البلوي وارتباطها بسلالات عربية عريقة تمتد إلى الأنبياء.
ديار قبيلة البلوي: انتشار جغرافي واسع
تُظهر كتب التاريخ، مثل كتاب “أضواء على قبيلة بلي”، أن ديار قبيلة البلوي تمتد من ساحل البحر الأحمر الشرقي إلى سكة حديد الحجاز. وشمالًا، تصل إلى حرة الرها من جهة بني عطية وجبل شار وما حوله من جهة الحويطات. أما على الساحل، فتمتد ديارها من جنوب الوجه إلى جنوب ضبة. في الداخل، يُعتبر وادي الحمض الحد الفاصل بينها وبين أبناء عمومتهم قبيلة جهينة. وتُعد مدينة الوجه وضواحيها المقر الرئيسي لـقبيلة البلوي.
تُجاور قبيلة البلوي أربع قبائل رئيسية: عنزة في الشرق، بنو عطية في الشمال الشرقي، الحويطات في الشمال الغربي، وجهينة في الجنوب.
لم يقتصر انتشار قبيلة البلوي على هذه المناطق فحسب، بل امتد ليشمل الأردن حيث يسكنون في مأدبا، الزرقاء، الكرك، العقبة، الأغوار، وعجلون. ويُعرف جسر على نهر الأردن بين المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين المحتلة باسم “جسر البلاونة” نسبةً إليهم. كما يتواجدون في بئر السبع والبلقاء. وفي الديار المصرية، يسكنون في سيناء، الإسماعيلية، الشرقية، القليوبية، والقنطرة. بالإضافة إلى ذلك، يوجد قسم كبير من قبيلة البلوي في سوريا، شمال غرب مدينة حلب في قرية تُسمى “نبّل”.
كما كانت قبيلة البلوي تسكن قديمًا منطقة مأرب، وذلك بدليل قول الشاعر المثلم بن قرط البلوي: “ألم تر أن الحي كانوا بغبطة … بمأرب اذ كانوا يحلونها معا بلي وبهراء وخولان إخوة… لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا أقام بها خولان بعد ابن أمه… فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا”
وعلى الرغم من ذلك، يرى الهمداني، وهو من أعلم الناس بالتوزيع الجغرافي للقبائل اليمنية، أن منازل بلي إلى الشمال الغربي من المدينة المنورة، ليست بعيدة عن المشارف الجنوبية لبلاد الشام.
امتدت قبيلة البلوي وسكن أبناؤها الأندلس خلال العصر الإسلامي، وانتشروا في بلاد المغرب العربي خاصة في تونس، سبتة، ومليلية. وقال شيخ المؤرخين ابن خلدون عن انتشارهم: “وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكاثروا هناك سائر الأمم وغلبوا على بلاد النوبة وفرقوا كلمتهم وأزالوا ملكهم وحاربوا الحبشة فأرهقوهم إلى هذا العهد”.
فخوذ قبيلة البلوي في السعودية
تُقسم قبيلة البلوي في المملكة العربية السعودية إلى عدة فخوذ رئيسية، تُبرز امتداد وتنوع أصل قبيلة البلوي في المنطقة:
- المواهيب: المناصير، الشوامى، السراحين، ال عبيد (الرحيات، العودة، الدغامين).
- العرادات: الهشيمات، الوعاوعة، القرون.
- وابصة: القواسمة، الخضرة، القردان، الزروط، الغضيات، السبوت.
- البركات: المعاقلة، الفريعات، الصوامعة، الوحشة، الرموث، الهلبان، الخوالي، الحمران، النجيدات.
- الهروف: الشرمان، الضياعين، الحماد، الحوامدة، المتاعبة.
- الحمر: السيف، آل محمد، الحميدان، القبل، العوادين، الصوالحة، النصاصير، السليم.
- الزباله: المشاعلة، الصرابطة، العصابين، الجذول، البوينات، الخشمان، العبلة، السميرات، القراعطة، الجحوم، الشتاويه، المساعرة، العوامره.
- القواعين: الخضراء، العلي، العلياني، النواضية، المقابلة.
- السحمة: المظهر، الرواحلة، الزبن، الجمعان، السليمان، السالم.
- الفواضلة: الرقاقصه، الحميطات، الذراعين.
- المطارفة
- المقابلة
- الأحامدة
- العريفات
- المعاقلة: الرفادات وأحدهم ابن رفادة وفيهم شيخ مشائخ قبيلة بلي وأكثرهم في الوجه وضواحيها.
