عمر عبد الله الجاوي – المثقف الموسوعي (1938 – 1997)

كتب: توفيق السامعي
سياسي, وإداري, ومؤلف وصحفي ومعلم تربوي، وهو أحد العقول النضالية النيرة التي ساهمت في صناعة الوعي الجمعي للشعب اليمني الحديث والمثقف الموسوعي الذي ترك في كل مجال بصمة، وصاحب القلم الشجاع.
ولد عمر الجاوي في (الوهط), في مديرية تبن, في محافظة لحج، وتلقى دراسته الابتدائية في مدارس بلاد لحج, ثم عمل مدرسًا لمدة ثلاث سنوات في مدرسة مدينة (الوهط) الابتدائية, ثم انتقل إلى مدينة تعز, ومنها سافر في منحة دراسية إلى القاهرة؛ وعاد إلى مدينة تعز عام 1377 هـ / 1958م, وبعد فترة حصل على منحة دراسية إلى موسكو؛ حيث أنهى دراسته الجامعية, وحصل على درجة الماجستير في الصحافة سنة 1386 هـ / 1966م.
شارك في تأسيس رابطة طلاب اليمن, وانتخب رئيسًا لها في مؤتمرها الأول عام 1386 هـ / 1966م, ثم عاد إلى اليمن وعمل مدرسًا في مدرسة (المركز الحربي) في مدينة تعز, ثم تعيَّن رئيسًا لصحيفة (الثورة) اليومية الصادرة في العاصمة صنعاء, وأثناء ذلك شارك في تأسيس وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في صنعاء, وتولى رئاستها, كما شارك في تأسيس وقيادة المقاومة الشعبية للدفاع عن الثورة والجمهورية أثناء حصار القوات الإمامية لمدينة صنعاء سنة 1388 هـ / 1968م, كما شارك في تأسيس (حزب العمال والفلاحين) سنة 1389 هـ / 1969م.
عمل مديرًا للإذاعة والتلفزيون في عدن, وعمل مع بعض رفاقه على تأسيس تنظيم سياسي باسم (حزب العمل اليمني) سنة 1391 هـ / 1971م, ثم ترك العمل الحزبي وسعى إلى تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كأول منظمة وحدوية رغم واقع التشطير السياسي الذي كان عليه الوطن، وفي أبريل 1972م أصدر من عدن مجلة (الحكمة) لسان حال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وتولى رئاسة تحريرها منذ العدد الأول حتى العدد (177)، حيث تخلى عن رئاسة التحرير في نوفمبر 1990م، وانتخب أمينًا عامًّا لهذا الاتحاد منذ تأسيسه حتى عام 1410 هـ / 1990م, كما شارك في صياغة دستور دولة الوحدة من خلال عمله عضوًا في اللجنة الدستورية التي شكلت عام 1392 هـ / 1972م لهذا الغرض.
كان عمر الجاوي أول من دعا إلى تشكيل لجنة تحضيرية للصحفيين في العام ١٩٧٦، وكان هذا الأمر هو بمثابة نواة تأسيس نقابة الصحفيين فيما بعد.
وفي نوفمبر 1989م أسس المجلس اليمني للمنظمات المهنية والإبداعية وتولى رئاسته، فقد كان الجاوي يرى أن البداية في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية تكمن في توحيد المنظمات المهنية والإبداعية، وقد أسهم المجلس في الضغط على السلطتين السياسيتين في شطري الوطن لاتخاذ إجراءات تعجل بتحقيق الوحدة .
وبعد اتفاق نوفمبر 1989م بين الشطرين لتحقيق الوحدة أصدر الجاوي مشروع (ميثاق الشرف) والذي وضع من خلاله (15) بنداً حددت أسس تحقيق الوحدة وحرية العمل السياسي والتعددية السياسية.
وعقب قيام الوحدة اليمنية عام 1410 هـ/ 1990م استأنف نشاطه السياسي والحزبي بتأسيس حزب (التجمع الوحدوي اليمني), وأصدر صحيفة (التجمع) الناطقة باسم هذا الحزب, وقد انتخب أمينًا عامًّا لهذا الحزب, وتعيَّن في نفس العام مستشارًا لمجلس الرئاسة بدرجة وزير.
في عام 1413 هـ / 1993م, شارك في لجنة (الحوار الوطني) التي كلفت بصياغة وثيقة العهد والاتفاق 1994 لإنهاء الأزمة السياسية التي كانت قائمة بين الأطراف السياسية آنذاك, وقد شارك في التوقيع عليها مع زعماء التنظيمات والأحزاب السياسية في العاصمة الأردنية عمّان يوم 20 فبراير 1994م.
له العديد من المؤلفات والأبحاث، وكان كاتباً بارعاً وشجاعاً وناقداً سياسياً لاذعاً، وتعرض محاولة اغتيال عدة مرات منها في عام 1991 مع حسن الحريبي إلا أنه نجا بعد إصابته عدة إصابات.
توفي عمر الجاوي في مدينة عدن بتاريخ 23 ديسمبر 1997 عن 59 عاماً.





