يوم النحر في الاسلام : يوم العيد الأكبر وذروة المناسك
يوم النحر في الاسلام هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويمثل تتويجًا لشعائر الحج وإكمالًا لمعظم أعماله. في هذا اليوم المبارك، يتقرب المسلمون إلى الله عز وجل بذبح الأضاحي، تعبيرًا عن الشكر والامتنان لله على نعمه وتوفيقهم لأداء هذه الفريضة العظيمة. يُعرف هذا اليوم أيضًا بـ عيد الأضحى، وسمي بهذا الاسم لأن الأضاحي تُذبح فيه بعد أداء صلاة العيد في وقت الضحى.
أعمال يوم النحر : ذروة مناسك الحج
يُشهد يوم النحر في الاسلام هو يوم إنجاز العديد من الأعمال الجليلة للحجاج، وهي كالتالي:
- رمي جمرة العقبة الكبرى: وهي أولى الجمرات التي يرميها الحاج.
- النحر: ذبح الأضاحي من الإبل، البقر، أو الأغنام، تقربًا إلى الله.
- الحلق أو التقصير: حلق شعر الرأس بالكامل أو تقصيره، للتحلل من الإحرام.
- طواف الإفاضة: الطواف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط.
- السعي بين الصفا والمروة: سبعة أشواط بين جبلي الصفا والمروة لمن لم يسعَ بعد طواف القدوم.
إضافة إلى هذه الأعمال المتعلقة بالحج، يحرص المسلمون في يوم النحر على تبادل الزيارات وصلة الأرحام وقطع الهجران، تعزيزًا لروابط الأخوة والمحبة.
مواضيع ذات صلة : اليوم الثامن يوم التروية : محطة الانطلاق نحو أداء المناسك
يوم النحر: “يوم الحج الأكبر”
يُطلق على يوم النحر في الاسلام أيضًا اسم “يوم الحج الأكبر”؛ وهذا ما ورد عن العديد من الصحابة كابن عباس، والحارث، والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فِيمَن يُؤَذِّنُ يَومَ النَّحْرِ بمِنًى: لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ، ويَوْمُ الحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ”. هذه التسمية تعكس الأهمية القصوى لهذا اليوم في مناسك الحج.
وقت ذبح الأضاحي
يبدأ وقت الذبح بعد صلاة عيد الأضحى في يوم النحر، ويستمر خلال أيام التشريق الثلاثة التي تليه، وهي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. وينتهي وقت الذبح قبيل غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. هذه الأيام كلها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى.
لماذا يوم النحر أفضل الأيام؟
يُعتبر يوم النحر من أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، بل إن بعض العلماء يرجح فضله على يوم عرفة، نظرًا لما يحتويه من عبادات جليلة يتقرب بها المسلمون إلى مولاهم عز وجل. إليك أبرز المزايا التي تجعل يوم النحر أفضل الأيام:
- عيد الأمة: عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، كان لأهلها يومان يلعبون فيهما، فقال: “إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما، يوم الفطر، والأضحى” (رواه أبو داود وصححه الألباني). لقد أبدل الله هذه الأمة بيومي اللهو، يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو.
- خير أيام الدنيا: قال المنذري في “الترغيب والترهيب” عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل أيام الدنيا العشر -يعني عشر ذي الحجة- قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب”. وقد جاء في “صحيح ابن حبان” وغيره مرفوعًا: “أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر”.
- ترجيح الفضل: بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ترتيب هذه الأيام في الأفضلية، حيث سئل: “أيما أفضل يوم عرفة أو الجمعة أو الفطر أو النحر؟” فأجاب: “الحمد لله أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء وأفضل أيام العام هو يوم النحر، وقد قال بعضهم يوم عرفة والأول هو الصحيح، لأن في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر.”
- كثرة العبادات: يتميز يوم النحر باحتوائه على العديد من الأعمال التي لا تُعمل في غيره، مثل الوقوف بالمزدلفة (ليلة النحر)، ورمي جمرة العقبة الكبرى، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة. هذه الكثرة والتنوع في العبادات تجعل منه يومًا فريدًا في فضله.
ميزات يوم النحر الأساسية
تتلخص فضائل يوم النحر الرئيسية في النقاط التالية:
- خير الأيام عند الله: قال ابن القيم رحمه الله في “زاد المعاد”: “خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر كما في سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر” (وصححه الألباني).
- يوم الحج الأكبر: سُمِّي بذلك لأن معظم أعمال الحج الأساسية تُؤدَّى فيه، مما يجعله ذروة هذه الفريضة العظيمة.
- عيد المسلمين: هو يوم فرحة وسرور واجتماع للمسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها، حيث يشاركون الحجاج بهجتهم بإتمام المناسك.
نظرًا لترجيح فضل يوم النحر على يوم عرفة، فإنه يُعد الأفضل بين أيام العشر من ذي الحجة بأكملها، حيث أن يوم عرفة هو أفضل الأيام التسعة الأخرى.
