الاخبار المحلية

وفاة المهندس الشيخ محمد المقرمي في مكة المكرمة

توفى اليوم في مكة المكرمة المهندس الشيخ محمد المقرمي بعد جياة حافلة بالعطاء والدعوة الى الله.
وفاته اثارت موجة حزن كبيرة نظرا لما يتمتع به الشيخ محمد المقرمي من حب لدى فئات كبيرة في المجتمع نظرا لبساطته وقربه من الناس.

حساب يحمل اسم عبدالوهاب الطريري على منصة اكس قال في رثاء الشيخ محمد المقرمي ( رحم الله الأستاذ المهندس محمد المقرمي، فقد كانت حياته مشهدا لقوله ﷺ: «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله»، قالوا: يا رسول الله وكيف يستعمله؟ قال: «يوفقه لعمل صالح قبل موته»…

خالد بريه يكتب ( لله الأمر من قبل ومن بعد. وصلني وفاة شيخنا المهندس الولي الصالح محمد المقرمي في مكة المكرمة. تواصلت به أمس؛ قال لي: «زرنا الحبيب في المدينة وعدنا إلى جدة». رحمة الله عليه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورضي عنه. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ويضيف خالد بريه ( لا أحسبُ إلّا أنَّ الشيخَ العارفَ بالله محمدَ المقرمي قد اشتاقَ إلى لقاء ربِّه، فلبّى اللهُ شوقَه، وأجابه إلى ما أراد. كان بيننا بجسدٍ حاضر، أمّا روحه فكانت تُقيم في أفقٍ آخر، كأنها تتنسّمُ من رياضِ الغيب أنسامًا لا ندركها. قلتُ له يومًا: هل تشتاق إلى لقاء الله؟ فقال، وهو يبتسم ابتسامةَ مَن عرف الطريق: إذا قبضني الله إليه، وجاء الملك يسألني: من ربُّك؟ سأقول له: تسألني أنا عن الله، تسألني عن حبيبي؟! اجلسْ إلى جواري، أُحدِّثْكَ عن الله حقَّ المعرفة!)

عبدالسلام الحاج كتب قائلا ( أنعي لنفسي ولكل محبي الشيخ محمد المقرمي ولليمن رحيل شيخنا الفاضل في أطهر بقاع الأرض رحيلا يشبه طهره ونقاءه نزل خبر موته علي كالصاعقة وبيننا مواعيدا مضربوبة للقاء كعادته في كل زيارة بيني وبين الشيخ من جلسات الصفاء الكثير والكثير لقد كان الجلوس معه يصقل نفسي يجددها يزكيها لم يكن الشيخ عابرا في حياتي بل واحدا ممن ضبط إيقاع سيري في الحياة أنا الموجوع اليوم برحيله والمفجوع بفقده، الله ياشيخنا كيف لهذا النور أن ينطفئ ولهذا الوهج أن يختفي ولهذا الحضور أن يغيب شيخنا المقرمي العارف بالله الزاهد في الدنيا المحب لله ولرسوله صاحب الكلمة النقية والروح الزكية والعبرات الحاضرة والعبر المؤثرة لايتكلف في حديثه ولكنه يفوق كل متحدث حزني كيير وخسارة فقده أكبر ما أقرب الموت وما أبعدنا عن التفكير به كنت في انتظار وصول الشيخ يوم غد ولكن الموت كان الأسرع وصولا تخنقني دموعي ولا أستطيع الكتابة عن شيخنا في هذه العجالة وماذا عساي أن أقول في حضرة الحزن وداعا شيخنا ورحمك الله وغفر لك وجمعنا بك في دار خلود لاحزن فيه ولافراق وإنا لله وإنا إليه راجعون ).

مهندس التفسير

الدكتور عبدالله النهيدي كتب على صفحته بالفيس بوك مقالا بعنوان مهندس التفسير جاء فيه ( قبل أيام التقيت بهذا الرجل التقي النقي، في رحلة خارج اليمن، وهي المرة الأولى والأخيرة التي التقيه فيها، كان أسبوعاً من أمتع أيام الدهر التي مرت علي، تواعدنا على اللقاء ثانية، لكن الأجل كان أسرع، واختاره الله للقياه في أفضل بقاع الأرض

كان أول لقاء لي بالمهندس المفسر الشيخ محمد المقرمي, الإنسان البسيط السهل, لا تجد صفة في الإنسان أقرب للإنسان من البساطة, وفي الحديث ( أهل الجنة كل لين هين سهل), أيامٌ قضيناها مع رجلٍ سهل في معشره, سهل في ملبسه, سهلٌ في حركته, في كلامه, في عطائه, في كل شيءٍ عنده, أهم ما يتميز به الشيخ هو هذه الصفة أنه سهلٌ, العفوية هي الطاغية عليه, يظهر في مقطع مصور, بكل معاني السهولة والعفوية, لا يتكلف لباساً, ولا يتكلف كلاماً, بسجيته ولهجته التعزية يتكلم بكلامٍ من القلب, فلا يخطئ القلب, بل عرفت من خلال لقائي معه أنه لا يتكلف حتى التحضير لدروسه, لأنها عبارة عن تأملات ذاتيه, تخطئ أحياناً وتصيب أحياناً كثيرة, بساطة وسهولة المقرمي, نقضت عندي نظرية تأثر الإنسان بتخصصه, فكنت أقول أن كل صاحب مهنة مهنته في سلوكه, وبما أن الشيخ كان مهندساً, وليس مهندساً عادياً, بل مهندساً في مجال الطيران, وزار دولاً عديدة, فكنت أظن أن كلامه سيكون معقداً كتعقيدات علم الهندسة, لكنه أخذ التحليق في كلامه, وترك التعقيد, يحلق كطائرة أعدها للطيران, وراقب سير تحليقها, وترك تعقيدات صناعتها وتجهيزها وصيانتها, فهل هي ردة الفعل لغثاء المهنة المعقدة, أم هو الشاذ الذي يثبت القاعدة, وعلى كلٍ, فقصة المهندس في تحوله من عمله إلى تأملاته, مرت بمراحل نفسية وفكرية, استمرت ست سنوات, كما حكى لنا, لتهبط أجنحة مشروعه التأملي, في قريته, مسقط رأسه, يقرأ ويتأمل, ثم يحلق مرة أخرى ولكن لا كمهندس طيران, وإنما مهندس كلمة, ومتأمل معنىً, في سماء النور القرآني, أوليس القرآن هو عنوان البساطة والسهولة في خطابه, { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }. نصحته بالكتابة, وألححت عليه في ذلك, لكنني وجدته متكلماً مرئياً قد يكون أنفع لنا وله من أن يكون متكلماً مقروءاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock