صحة المرأة
التهاب الحوض : دليل للعلاج والوقاية من المضاعفات المهددة للخصوبة

مقدمة: وباء صامت يهدد الصحة الإنجابية
التهاب الحوض (PID) هو عدوى تصيب الأعضاء التناسلية العليا لدى النساء (الرحم، قناتي فالوب، المبيضين)، ويُعد السبب الرئيسي للعقم القابل للوقاية عالميًا. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، تُشخص 2.5 مليون امرأة سنويًا بالتهاب الحوض في الولايات المتحدة وحدها، مع معدلات مضاعفات تصل إلى 25% في الحالات غير المعالجة.
المسببات: أكثر من مجرد عدوى جنسية
المسبب | النسبة | الخصائص |
---|---|---|
الكلاميديا | 40% | غالبًا بدون أعراض، يُكتشف متأخرًا |
السيلان | 30% | مقاومة مضادات حيوية بنسبة 50% |
البكتيريا المهبلية | 20% | مرتبط بالاختلال البكتيري الطبيعي |
ميكروبات أخرى | 10% | مثل Mycoplasma genitalium |
عوامل الخطر غير الجنسية:
- اللولب الرحمي: يزيد الخطر خلال أول 3 أسابيع من التركيب.
- الإجهاض غير الآمن: 15% من الحالات مرتبطة بإجراءات طبية غير معقمة.
- الغسل المهبلي: يُعطل التوازن البكتيري الوقائي.
التشخيص التفريقي: تمييز PID من الحالات المشابهة
قد تتشابه أعراض PID مع:
- التهاب الزائدة الدودية
- انتباذ بطانة الرحم
- تكيسات المبيض
- عدوى المسالك البولية
أدوات تشخيصية متقدمة:
- اختبار NAATs: يكشف الحمض النووي للكلاميديا والسيلان خلال ساعات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُحدد خراجات قناة فالوب بدقة 95%.
- تنظير البطن التشخيصي: يُستخدم في الحالات المعقدة.
المضاعفات: سلسلة من التهديدات المتتالية
- العقم: 15% من الحالات بعد نوبة PID واحدة، ترتفع إلى 50% بعد 3 نوبات.
- الحمل خارج الرحم: 6 أضعاف الخطر الطبيعي.
- ألم الحوض المزمن: 20% من الحالات يستمر الألم >6 أشهر.
- خراج توبو-مبيضي (TOA): يحتاج لتصريف جراحي في 30% من الحالات.
العلاج: نهج متعدد الطبقات
البروتوكولات الدوائية (وفقًا لـ WHO):
- الخط الأول: سيفترياكسون (250mg حقن) + دوكسيسيكلين (100mg فموي/12 ساعة/14 يومًا) + ميترونيدازول (500mg فموي/12 ساعة/14 يومًا).
- الحالات المقاومة: أزيثروميسين (2g فموي) مع مراقبة وظائف الكبد.
الجراحة:
- تنظير البطن: لاستئصال الالتصاقات أو تصريف الخراجات.
- استئصال الرحم: في الحالات المتقدمة مع تلف لا رجعة فيه.
الوقاية: استراتيجيات قائمة على الأدلة
- التطعيم: لقاحات الكلاميديا قيد التجارب السريرية المتقدمة.
- الفحص الدوري: فحص سنوي للنساء الناشطات جنسيًا تحت 25 سنة.
- شراكات الصحة العامة: برامج توزيع الواقيات الذكورية المجانية.
- التثقيف الجنسي: خفض معدلات PID بنسبة 60% في دول تطبق برامج مدرسية مكثفة.
التحديات المستقبلية: مقاومة المضادات والذكاء الاصطناعي
- المقاومة الجينية: 30% من سلالات السيلان مقاومة للسيبروفلوكساسين.
- تشخيص بالذكاء الاصطناعي: تطبيقات تتنبأ بخطر PID بناءً على أنماط الأعراض.
- العلاجات المناعية: أبحاث على تعديل الميكروبيوم المهبلي لمنع الالتهابات.
الخلاصة: حماية الخصوبة مسؤولية مشتركة
التهاب الحوض ليس مجرد عدوى عابرة، بل عدو خفي للصحة الإنجابية. الكشف المبكر عبر الفحوصات الدورية، والالتزام بالعلاج الكامل، وتبني ممارسات جنسية آمنة هي أسلحة فعالة. تذكري: كل يوم تأخير في التشخيص يرفع احتمالية العقم 2% – لا تترددي في طلب الاستشارة الطبية فور ظهور أعراض غامضة.
مصادر موثوقة:
- إرشادات منظمة الصحة العالمية (WHO) 2023 لعلاج الأمراض المنقولة جنسيًا.
- دراسة “PEACH” طويلة المدى حول نتائج التهاب الحوض.
- منصة “CDC STD Guidelines” للتحديثات العلاجية.