ينابيع المعرفة

حسين بن ناصر الأحمر (1900 – 1960):

كتب: توفيق السامعي

ثائر وزعيم قبلي وهو رأس قبيلة حاشد التي خاضت عدة مواجهات مع الإمامة.

ولد الثائر حسين بن ناصر بن مبخوت بن صالح الأحمر، في العام 1900، في حصن حبور في محافظة عمران.

تربى في كنف والده، وتلقى تعليمه الأولي في الكُتاب في قريته، وبعد أن بلغ الخامسة عشرة من عمره رافق أباه في تحركاته، وشارك الإمام (محمد بن علي الإدريسي)، حاكم (المخلاف السليماني) في حروبه ضد الأتراك (العثمانيين) في بعض جهات تهامة.

ولما رأى من مظالم الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين) ما لا يُسكت عنه (الأسباب كثيرة ويطول شرحها)؛ أعلن تمرده عليه، وهجم مع بعض رجاله على قلعة (القاهرة) بحجة، فاحتلها هو والشيخ (محسن شيبان) لمقاومة نفوذ الإمام (يحيى) في تلك المناطق، فأرسل الإمام ابنه الأمير (أحمد بن يحيى) على رأس قوة كبيرة من مدينة (شهارة)، واستطاع هذا الأخير الاستيلاء على حصن (نعمان)، أحد حصون مدينة حجة، وجرى بينه وبين “حسين الأحمر”، حرب بالمدفعية، فتدخل جماعة من العلماء والأعيان، وانتهى الأمر بالصلح، وخروج “الأحمر” من قلعة (القاهرة) إلى بلاد (حاشد).

استمر الصراع بين “الأحمر”، وبين الإمام يحيى وابنه الأمير أحمد “حينما كان وليا للعهد”، ولم يلبث هذا الصراع أن امتد إلى بلاد (حاشد)، حيث جرت معارك كثيرة في بعض مناطق (حاشد)، كان أشهرها معركة (بنساء)، وكانت كفة الإمام هي الراجحة.

وفي سنة 1959م حدثت اضطرابات في مدن تعز وصنعاء، وكان الإمام (أحمد) قد سافر إلى إيطاليا للعلاج، دخل المناضل “حسين الأحمر”، مدينة صنعاء على رأس قوات كثيرة، وسرت في الناس إشاعة أن ذلك إيذان بقيام حكم جمهوري، وحين عاد الإمام (أحمد) من إيطاليا، أرسل قوات كبيرة إلى بلاد (حاشد) بقيادة العميد (عبدالقادر أبي طالب) للمطالبة بتسليم “الأحمر”، ونجله “حميد”، الذي كان قد هرب قبل وصول الجيش، حيث اضطر “الأحمر”، لتسليم نفسه والذهاب إلى مدينة صنعاء، معتقدًا أنه لن يناله مكروه من الإمام.

كان نجله الشيخ حميد قد هرب إلى الجوف، في طريقه إلى بيحان، غير أن أعوان الإمام أسروه هناك، ونقلوه بطائرة خاصة إلى مدينة صنعاء، كما تقول رواية أخرى، ومنها إلى قلعة (القاهرة) حيث تمّ إعدامه، وبعد حوالي أسبوعين أعدم والده “حسين الأحمر”، في القلعة نفسها، وذلك في يناير من العام 1960.

تعتبر أسرة آل الأحمر من الأسر السابقة في النضال ضد الإمامة، وإن كان لبعض زعاماتها دوافعهم الخاصة، فقد كان الشيخ علي الأحمر (هو أول من تلقب بالأحمر تقريباً) خارجاً على الإمام المنصور حسين وقام بحصاره وصنعاء بقبيلته حاشد وبعض القبائل الأخرى، واستمر الشيخ علي الأحمر في الحصار إلى أن غدر به الإمام المنصور في بير الشايف في مضيفة الإمام، وقتله ذو الفقار من موالي الإمام، وأخذ الإمام رأسه على سنان حربته ودخل بها صنعاء، وأخذت قبائل حاشد جثمان الشيخ علي الأحمر إلى حاشد ودفنوه فانتفضت حاشد ضد الإمامة من جديد وساندت خصمه الناصر محمد بن إسحاق الذي تحرك بجموع القبائل من عمران محاصراً بها المنصور حسين في صنعاء مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock