مأرب التي تحرس الجمهورية

تقع مدينة مارب في محافظة مارب، وتتميز محافظة مارب بأقدام وشجاعة رجالها، وتشكل مديريات مارب في الصحراء والجبل النطاق الجغرافي لمحافظة مارب.
القبيلة في مأرب
القبيلة الوحيدة التي بقيت متماسكها رغم العوامل الامنية والسياسية التي كانت تهدف لتمزيق لحمتها كانت ولازالت في مأرب.
هناك عدة قبائل تسكن مارب ولكن من باب المثال لا الحصر منها قبيلة عبيدة التي تسكن الصحراء، وقبيلة مراد التي تقطن الجبل، وكذلك قبيلة جهم والجدعان، هذه نماذج للقبيلة المأربية التي رسم عنها النظام السابق والاعلام أسوأ الصور وظل الكثير من رجال الاعمال وحتى العمال العاديين يتخوفون من مارب، وكان مجرد التفكير في السفر اليها هو تفكير بالموت.
قدر لليمنيين ان ينزحوا الى مارب، وكان قدر مارب هي الاخرى ان تكون منطلقا لتأسيس الدولة وبذرة مباركة لتكوين نواة الجيش الوطني الذي يقوم على الولاء للوطن، وكأن القدر يريد ان يخبر اليمنيين ان مارب ليست مرتعا ل اللصوص بل ملجأ للخائفين، وانها ليست وكرا للتخريب بل منطلقا ل التنمية والاعمار، وانها ليست نموذج للتخلف بل قبلة للحضارة منذ الاف السنين، وانها ليست سكن للقبيلة بل حصن للوطن باكمله، وانها تمتلك من البيئة المدنية والعقلية الناضجة والجغرافيا الخلابة والثروة المتدفقة في باطن الارض، والثروة البشرية التي تقطن فوق رمالها الذهبية وجبالها المترامية الاطراف مالاتمتلكه اي محافظة أخرى.
اليوم عندما توقفت الارض بفعل اهلها عن اعطاء ثروتها النفطية ومعادنها الثمينة في كل محافظات الجمهورية جادت مارب ببترولها وغازها لكل اليمن، وعندما احجمت بعض قبائل اليمن عن قتال الحوثيين لاستعادة الجمهورية تدفقت الثروة البشرية الماربية فسطر رجالها الملاحم البطولية في كل مكان وكانوا رهان الجمهورية الذي لايخسر ابدا، وعندما افسحت القبائل اليمنية الطريق امام مليشيات الانقلاب للدخول الى اراضيها شكل ابناء مارب سدا منيعا امام تدفق مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري الى اراضيهم، ابتداءا من قانية مرورا بمطارح نخلا والفاو وغيرها من الملاحم التي سيدونها التاريخ في طياته.
قبل ايام كنت استمع الى قائد عسكري وهو يحدثني ان لديه احصائية بعدد شهداء قبيلة مراد لوحدهم في منطقة قانية شمال شرق البيضاء خلال الستة الاشهر الماضية فقط وصل الى 84 شهيد و 405 جريح وهي نسبة يمكن القياس عليها لما قدمته قبائل مارب خلال الاربع السنوات الماضية منذ بداية الانقلاب، وهذه معلومة قد ربما يكون جديد على الاعلام تناولها واوردناها هنا ليعرف الناس دور القبيلة في استعادة الدولة.
ومع هذه التضحيات الكبيرة لم يمن ابناء مارب على احد بذلك، بل رأوا ان ماقدموه واجبا وطنيا، وان دفاعهم عن الجمهورية فريضة بشرية وضرورة وطنية، وبالتالي وجد ابناء المحافظات الاخرى لانفسهم مكانة في السلك المدني والعسكري في مارب وكانهم من اهلها.
الماربي الذي يصهر في المعارك كالاسد ويصول ويجول حتى يصل الى هدفه يتحول في مارب وامام نقاطها الامنية الى رجلا مدني قل ان يصل الى مستواه في المدنية والحضارة احد.
مادفعني لكتابة هذه السطور التي لاتفي مارب واهلها حقهم هو مارايته من اجتماع لمشائخ عبيدة الذين وقعوا وثيقة يتبرأون ممن يقف ضد الامن ويريد ان يعبث بامن مارب واستقرارها، ويؤكدون فيه وقوفهم الى جانب الدولة واجهزتها الامنية في الوقوف ضد العابثين بامن هذه المحافظة التي تضم بين جنباتها اليمن الجمهوري باكمله.
تحية لمارب واهلها، وسلام على رجالها في كل سهل وجبل، فمارب برجالها هي دولة اليمن المصغرة التي نستشرف وطننا الكبير من خلالها.

