من هو محمد سعيد آزادي المعروف باسم حاجي رمضان الذي اغتالته اسرائيل

يكشف هذا المقال النقاب عن سيرة القائد الإيراني محمد سعيد آزادي المعروف باسم حاجي رمضان، الذي اغتيل فجر يوم السبت 19 أكتوبر 2024، عندما هزَّ انفجارٌ عنيف شقةً في الطابق الثالث من مبنى سكني في شارع “آيت الله مرعشي نجفي” بمدينة قُم المقدسة في إيران. الدخان المتصاعد والأنقاض لم يكونا مجرد حادث مأساوي، بل كانا إيذاناً بإسدال الستار على حياة أحد أبرز مهندسي العمليات الإيرانية ضد إسرائيل في المنطقة: العميد محمد سعيد آزادي، المعروف أيضاً باسم “حاجي رمضان”، مسؤول ملف فلسطين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. هذه العملية، التي تبنتها إسرائيل لاحقاً، لم تكن ضربةً عشوائية، بل ضربةً جراحية استهدفت عصباً حيوياً في شبكة الدعم الإيراني للفصائل الفلسطينية، وتُعدُّ تصعيداً خطيراً في حرب الظل بين طهران وتل أبيب.

الهدف: العميد محمد سعيد آزادي “حاجي رمضان” – مهندس العلاقات مع “المقاومة”

مواضيع ذات صلة : من هو رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري

التورط في قلب العاصفة: دور آزادي في هجوم 7 أكتوبر وما بعده

مطاردة استخباراتية دولية: هدف مركزي على الطاولة

عملية الاغتيال: تعاون استخباراتي ودقة إسرائيلية في عمق إيران

مواضيع ذات صلة : من هو قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي الذي اغتيل في هجوم إسرائيلي

التداعيات والرسائل: زلزال في فيلق القدس وتصعيد متوقع

  1. ضربة استراتيجية لفيلق القدس: إزالة آزادي تعطل بشكل كبير، ولو مؤقتاً، شبكة التمويل والتسليح والتنسيق بين إيران والفصائل الفلسطينية، خاصة حماس والجهاد. سيتطلب تعويضه وقتاً، وقد يخلق فراغاً قيادياً وتنافساً داخلياً.
  2. رسالة ردع قاسية لإيران: العملية في قم تهدف إلى إثبات قدرة إسرائيل على الوصول لأعلى المستويات الأمنية الإيرانية في أي مكان وزمان. وهي رسالة ترد على التهديدات الإيرانية المستمرة وتنفيذها لضربات عبر الوكلاء (حزب الله، الحوثيون).
  3. رسالة ترهيب للفصائل الفلسطينية: إيصال رسالة واضحة لقادة حماس والجهاد بأن حاميهم في إيران ليس بمنأى عن الضربات الإسرائيلية، وأن تعاونهم مع طهران يجعلهم وعملائها أهدافاً مشروعة.
  4. تكريس سياسة الاغتيالات الاستباقية: تؤكد العملية استمرار وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة للقيادات العسكرية والأمنية الإيرانية المسؤولة عن الأعمال العدائية، متجاوزةً الرد عبر وكلائها فقط.
  5. اختبار للرد الإيراني: تضع طهران في موقف صعب. الرد المباشر ينذر بحرب شاملة لا تريدها. الرد عبر الوكلاء (حزب الله بشكل أساسي) قد يجر المنطقة لحرب أوسع. الصمت أو الرد الضعيف قد يُفسر على أنه ضعف. التهديد بالانتقام حتمي، لكن شكله ومداه يبقى السؤال الأكبر.
  6. تأييد ضمني للتعاون العربي-الإسرائيلي: نجاح العملية المعتمد على معلومات عربية يُعطي شرعية عملية غير معلنة لـ تحالف المصالح بين إسرائيل وبعض الدول العربية في مواجهة إيران وفصائلها.

السياق الأوسع: حرب مستعرة وظلال 7 أكتوبر

لا يمكن فصل اغتيال آزادي عن السياق الدامي للحرب في غزة. إسرائيل، التي لا تزال تحت وطأة الصدمة والغضب من هجوم 7 أكتوبر، تُصرّ على محاسبة كل من ساهم في التخطيط أو التمويل أو التنفيذ لهذا الهجوم، أينما كانوا. تصفية آزادي، الذي يُعتقد أنه لعب دوراً محورياً في تلك الأحداث وفي استمرار قدرة حماس على القتال، هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى:

الخاتمة: دم في قمّ وغيوم حرب على الأفق

اغتيال العميد محمد سعيد آزادي “حاجي رمضان” في مدينة قُم ليس مجرد حادث اغتيال عادي. إنه حدث استراتيجي بامتياز يلامس أعصاب الصراع الإيراني-الإسرائيلي ودعم إيران لما تسميه “محور المقاومة”. يكشف عن عمق الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي (والغربي والعربي) للشبكات الإيرانية، ويُجسّد جرأة غير مسبوقة في الضرب داخل الأراضي الإيرانية المقدسة. بينما ترفع إيران لواء الثأر وتعد بالرد “القاسي”، وتواصل حماس وجهادها قتالها في غزة، تظل المنطقة معلقة على حافة الهابوط، تنتظر ردة الفعل الإيرانية التي ستحدد ما إذا كان هذا الحدث سيبقى صدمةً محلية، أم سيكون الشرارة التي تشعل حرباً إقليمية لا تُحمد عقباها. دم آزادي سال على أرض قُم، لكن تداعياته قد تُغرق المنطقة في بحر من الدماء.

اسناد ودعم للمقاومة

سعيد زياد كتب عنه قائلا ” ‏بعد تاريخ حافل من الجهاد لأجل فلسطين، وبناء شبكات الدعم والإسناد العسكري والفني والمالي للمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة، استشهد (الحاج رمضان) كما عرفه مقاتلو غزة والضفة وقادتها، كأبرز اسم لمع من قادة الحرس الثورة لرعاية المقاومة وخدمتها.انخرط الحاج رمضان في دعم المقاومة الفلسطينية منذ بداية تسعينات القرن الماضي، قبيل إبعاد قادة المقاومة إلى مرج الزهور، ثم اجتمع بهم عندما أبعدوا هناك في جنوب لبنان، ومن يومها وهو يقف على خدمتهم وإسنادهم في كل مواطن الدعم والإسناد.

عمل على مد المقاومة بكل ما احتاجته من خبرة وتقنية وعلم ومال لتطوير منظومات الأنفاق والصواريخ والمسيرات وغيرها، وتجاوزت حالة الإسناد هذه إلى ملفات أخرى كثيرة.عمل الحاج رمضان مع جميع قادة المقاومة، من عماد العلمي والرنتيسي والزهار إلى إسماعيل هنية والضيف والعاروري والسنوار، على مدى ثلاثة عقود ونصف من الزمان، حتى أصبح الناس يظنونه قائداً في المقاومة الفلسطينية أكثر من كونه قائداً في الحرس الثوري.تقبل الله الشهيد شهيد فلسطين، سعيد إيزادي

Exit mobile version