باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ردًا على ضربات هندية وتصاعد التوتر بين الدولتين النوويتين

في تطور دراماتيكي ينذر بتوسع المواجهات العسكرية بين الجارتين النوويتين، أعلن الجيش الباكستاني فجر اليوم السبت عن إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم “البنيان المرصوص” تستهدف الهند. وجاء الإعلان بعد ساعات قليلة من اتهام إسلام آباد لنيودلهي بشن غارات جوية استهدفت ثلاث قواعد عسكرية باكستانية بالقرب من العاصمة.
وأكد الجيش الباكستاني في بيان رسمي استخدامه لصواريخ “فتح 1″ و”فتح 2” الذكية في استهداف قواعد عسكرية هندية، مشيرًا إلى تدمير عدد من منصات إطلاق الصواريخ الهندية. ووفقًا للبيان، شملت الأهداف الأولية ثلاثة قواعد عسكرية هندية رئيسية هي: قاعدة أدهم بور، وقاعدة بتان كوت، وقاعدة بايموس، مع تأكيد استمرار الهجمات في مناطق متفرقة من الأراضي الهندية. وأضاف البيان أن أكثر من 50 طائرة حربية تشارك في العملية، بالإضافة إلى استخدام القوة الصاروخية.
في سياق متصل، أفادت تقارير بوقوع انفجارات عنيفة في مدينة كراتشي جنوب باكستان، حيث ذكر شهود عيان أن دوي الانفجارات سُمع من مناطق حساسة بالقرب من ميناء كراتشي ومجمعات عسكرية. كما سُمعت أصداء انفجارات وإطلاق نار كثيف بالأسلحة الثقيلة في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد.
ويأتي هذا التصعيد العسكري الحاد عقب إعلان باكستان في وقت متأخر من ليلة الجمعة/السبت عن قصف جوي هندي استهدف ثلاث قواعد عسكرية باكستانية بالقرب من إسلام آباد، وهي قاعدة نور خان، وقاعدة مريد، وقاعدة شير كوت. وصرح متحدث باسم الجيش الباكستاني بأن “الهند أطلقت ستة صواريخ باليستية من أدامبور، سقط أحدها في أدامبور بينما سقطت الخمسة الأخرى في منطقة أمريتسار في البنجاب الهندية”.
يذكر أن حدة التوتر بين الدولتين النوويتين تصاعدت على خلفية هجوم دامٍ في 22 أبريل/نيسان الماضي أسفر عن مقتل 26 مدنياً في الشطر الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير، وحمّلت نيودلهي إسلام آباد مسؤوليته. وردت الهند بشن ضربات على الأراضي الباكستانية يوم الأربعاء الماضي، وهو ما قوبل برد مماثل من الجانب الباكستاني، لتشهد المنطقة مواجهة عسكرية هي الأعنف منذ أكثر من عقدين.
وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، تتصاعد الدعوات الدولية من قوى عالمية عديدة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لحث نيودلهي وإسلام آباد على خفض حدة التوترات وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة لتجنب انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع نطاقًا.
تشير التطورات الأخيرة إلى دخول العلاقات الهندية الباكستانية مرحلة بالغة الخطورة، حيث تجاوزت المناوشات الحدودية المعهودة إلى تبادل الضربات العسكرية العميقة. وإعلان باكستان عن عملية “البنيان المرصوص” يمثل تصعيدًا نوعيًا في الرد على الضربات الهندية، مما يثير مخاوف جدية بشأن إمكانية خروج الوضع عن السيطرة.
يبقى الغموض يكتنف طبيعة الأهداف الباكستانية المعلنة في الهند وحجم العملية العسكرية، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الهندي حتى الآن يؤكد أو ينفي وقوع الهجمات الباكستانية. وتزامُن سماع دوي الانفجارات في مدن باكستانية حساسة مع إعلان العملية العسكرية يضيف طبقة أخرى من التعقيد على المشهد، ويثير تساؤلات حول ما إذا كانت هناك أهداف داخل الأراضي الباكستانية قد تعرضت لهجمات متبادلة.
إن انخراط أكثر من 50 طائرة حربية في العملية الباكستانية، بالإضافة إلى استخدام الصواريخ الذكية، يعكس حجم الرد الباكستاني ومدى تصميمه على إظهار قوته. وفي المقابل، فإن عدم صدور رد فعل هندي فوري قد يشير إلى تقييم نيودلهي للموقف أو استعدادها لرد فعل مماثل.
في الختام، فإن المنطقة تقف على حافة تصعيد عسكري واسع النطاق بين قوتين نوويتين، الأمر الذي يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لاحتواء الأزمة ودفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان.