ينابيع

أحمد بن حسن المعلم سيرة ذاتية

فضيلة الشيخ أحمد بن حسن المعلم حفظه الله تعالى علم من أعلام حضرموت واليمن فهو رئيس مجلس علماء أهل السنة بساحل حضرموت، ورئيس اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية باليمن، ونائب رئيس هيئة علماء اليمن، وكل هذه المراتب تدل على مكانته عند العلماء والدعاة وثقتهم الكبيرة به.
والشيخ يعرفه القاصي والداني بالعلم الغزير وفقه النفس، والحكمة في التصرف، وحسن الخلق، ولين الجانب. وهو على عقيدة سليمة ومنهج سديد، وخلق كريم.

 ولد شيخنا أحمد بن حسن بن سودان (المعلم) بافقير حفظه الله تعالى بشعبة بامحمد بوادي عمد من حضرموت الخير عام ١٣٧٣هجرية، ونشأ نشأة حسنة في أسرته المعروفة بالخير، ودرس في المدرسة التي أنشأها شيخنا الفاضل حسن باعمر العمودي رحمه الله تعالى، وقد عني به شيخنا العمودي رحمه الله تعالى، وحثه على طلب العلم، وأمله في مكانة رفيعة ومستقبل زاهر، ثم سافر شيخنا العمودي رحمه الله تعالى إلى المملكة العربية السعودية، ولحق به شيخنا أحمد حفظه الله تعالى عام ١٣٨٦ هجرية، وفي الرياض أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية، وربطه شيخنا العمودي رحمه الله تعالى بالعلماء والأدباء، ومن أشهر من قرأ عليه الشيخ الجبرين رحمه الله تعالى، ثم التحق بدار الحديث بالمدينة سنة ١٣٩٣، وبعدها التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وهناك ارتبط شيخنا رحمه الله تعالى بالشيخ ابن باز رحمه الله تعالى والشيخ أبي بكر الجزائري رحمه الله تعالى الذي كان له أبلغ الأثر عليه بمواعظه الرقيقة المؤثرة.

 وجاءت الوحدة اليمنية فخرج شيخنا حفظه الله تعالى إلى حضرموت، وتوطن المكلا، وكان خير موجه للصحوة في المكلا وعموم حضرموت، فعندما بدأت بوادر الغلو من شباب الصحوة في بعض الفروع كالقنوت في صلاة الفجر والإسرار بالبسملة ألقى محاضرته الشهيرة عن حادثة الحرم تحت عنوان "من هنا بدأ الخلل"، ثم بعد فترة ألقى محاضرة أخرى بعنوان "حتى لا تتكرر حادثة الحرم"، وقد كان الشباب في أول أمرهم يميلون إلى عدم الإعذار في مسائل توحيد الألوهية ولهم موقف متشدد من المذاهب الفقهية للأئمة الأربعة، فوجه إلى الإعذار بالجهل والتأويل في مسائل المعتقد حتى في مسائل توحيد الألوهية، وتغير موقف الشباب بعد ذلك من المذاهب الفقهية إلى موقف الإجلال والإكبار.

 ولما ظهرت موجة تيار الغلو في الولاة وظهر التبديع والتفسيق والتضليل وقف شيخنا حفظه الله تعالى كالطود الشامخ ضد هذه الموجة، وكانت له صولات وجولات وقصائد مطولات، ومن أشهرها "كي نخرج من التيه" و"الدفاع الأمجد". 

ثم جاءت موجة الغلو في التكفير والدعوة لقتال الحكام، فألف شيخنا حفظه الله كتاب”ضوابط التكفير”، وآخر عن “نشأة الخوارج وصفاتهم”. والكثير من الفتاوى والبيانات المنددة بالغلو والغلاة.
ولما جاءت ثورات الربيع العربي كان شيخنا أحمد المعلم حفظه الله تعالى من أشد الناس تحذيرا من عواقب هذه الثورات، وأنها ثورات ستكون لها عواقبها المرة؛ لأن لأعداء الإسلام دورا فيها، ولأنها خليط من الناس لا يضبطهم ضابط، وكان دائما ضد الظلم الواقع على الشعوب، ولكنه ضد الاحتراب الداخلي بين المسلمين الذي لا تكون نتيحته إلا الضعف والهوان، وألف شيخنا في هذه المرحلة كتابه “قواعد في التعامل مع الحكام”.

 وكان شيخنا أحمد المعلم حفظه الله تعالى حريصا على جمع كلمة أهل السنة دؤوبا في ذلك، وقد صاغ مشروعة لجمع كلمة أهل السنة أخيرا في رسالته "توحيد مواقف أهل السنة".

  وأما أكبر مشاريع شيخنا أحمد المعلم حفظه الله تعالى ومؤلفاته التي أثارت حراكا وجدلا فهو رسالته للماجستير "القبورية اليمن نموذجا"، وكذلك رسالته عن "زيارة قبر هود"، ففي هذين السفرين دعا شيخنا حفظه الله تعالى للتوحيد الناصع وحذر من الشرك والبدع، وأوضح شيخنا دور العلماء في اليمن وحضرموت في نشر التوحيد ونبذ الشرك والبدع، وانتقد شيخنا حفظه الله تعالى التصوف المنحرف، والطبقية المذمومة، ولم يحكم حفظه الله تعالى في الكتاب على معين بالكفر والشرك، وإنما بين أن هذه المظاهر الشركية، والكرامات المدعاة والتعالي على الخلق ليس من دين الإسلام في شيء، وهذا ما جعل طائفة من الصوفية الغلاة يحملون حملتهم على شيخنا، لاسيما مع عجزهم عن الرد العلمي. وليس لشيخنا موقف سلبي من آل البيت ولا من أي طائفة، وإنما موقفه واضح ومحدد من الغلاة ودعاة الطبقية الذين تعودوا على التعالي على الناس، واستخدام الدين للوصول إلى مآربهم وطموحاتهم.
  والوسطية الحقيقية اعتقاد سليم، وربط الخلق بالخالق، ومعاملة رفيقة،  وتواضع وخلق، وليست الوسطية دعوة الناس للغرق في حمأة الخرافة، والاستغاثة بالمقبورين، والتعلق بالخلق، وتجديد الطبقية بين الناس.

نقلا بتصرف عما كتبه
*الشيخ صالح بن محمد الشيخ با كرمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock