أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن، الثلاثاء، توقف محطة “بترومسيلة” -إحدى الركائز الأساسية لتوليد الطاقة- عن العمل بشكل كامل، بسبب استنفاد المخزون الوقودي، في خطوة تهدد بغرق المدينة في أزمة كهرباء غير مسبوقة. وجاء في بيان المؤسسة أن التوقف “إجباري” رغم الجهود الحثيثة مع شركة المحطة للحفاظ على الحد الأدنى من التشغيل خلال الأيام الماضية.
تعطيل منظومة توريد الوقود
كشف البيان عن تعطل منظومة توريد الوقود من منشأة “صافر” -المفتاح الرئيسي لإمدادات الطاقة- مما أدى إلى شحّ حاد في المواد البترولية، بما فيها الديزل والمازوت والنفط الخام، وهو ما تسبّب في تعطيل محطات توليد جزئي أو كلي، وانخفاض الإنتاج بنسب كارثية.
تداعيات كارثية على الأرض:
- ارتفاع ساعات انقطاع التيار إلى 10 ساعات يومياً.
- تفاقم الأوضاع الإنسانية مع ارتفاع درجات الحرارة فوق 40°م.
- معاناة مضاعفة للأسر، خاصة مع غياب أنظمة التبريد وانتشار الأمراض المرتبطة بالحر.
صيحات إنقاذ غير مجابة:
وجهت المؤسسة نداءً عاجلاً إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، مطالبة بتدخل سريع لتأمين الوقود، لكن الصمت الرسمي يثير تساؤلات عن أسباب التعطيل المتكرر لملفٍ حيوي مرتبط بمعيشة الملايين.
سياق مُعقّد:
لا تنفصل الأزمة عن المشهد اليمني المتأزم، حيث تشهد المناطق الخاضعة للشرعية صراعات خفية حول إدارة الموارد، بينما تستغل المليشيات الحوثية الأزمة للإعلامية، في وقت تُهمّش فيه الحلول المستدامة كالطاقة المتجددة.
تحليل الواقع:
تُكشف الأزمة عن إدارة طارئة عاجزة عن مواجهة التحديات الهيكلية، حيث تحوّلت الكهرباء من حق أساسي إلى سلعة نادرة، في مشهد يلخص تراجع الخدمات العامة رغم المليارات المُنفقة. السؤال الأبرز: هل تُختزل الأزمة في شح الوقود، أم أنها نتاج فشل مؤسسي وفساد مزمن؟