صاروخ فتاح 2 : القفزة الإيرانية إلى نادي الصواريخ الفرط صوتية

مقدمة: لحظة التحول في سباق التسلح

في عالم يتسارع فيه تطوير أسلحة الجيل الجديد، تُمثِّل الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic) أحد أبرز التحديات الاستراتيجية التي تعيد تشكيل ميزان القوى العسكري. ففي 19 نوفمبر 2023، أعلنت إيران عن تدشينها لعصر جديد في برنامجها الصاروخي بكشف النقاب عن صاروخ “فتاح 2” الباليستي الفرط صوتي، ليصبح أحدث عضو في نادي حصري لا تضمه سوى قوى عظمى محدودة. هذا الإعلان لم يكن مجرد حدث تقني، بل كان إشارة واضحة على تطور قدرات إيرانية قادرة على اختراق أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً في العالم. تهدف هذه الدراسة الموسعة إلى تحليل عميق لمواصفات “فتاح 2″، وتقنياته الثورية، وتأثيره المحتمل على المشهد الجيوسياسي، مع وضع إنجازه في سياق السباق العالمي المحموم نحو الهيمنة الفرط صوتية.


الفصل الأول: فك الشفرة – ما هي الأسلحة الفرط صوتية ولماذا تشكل نقلة نوعية؟

1. التعريف العلمي والتحدي الفيزيائي

2. ما الذي يميزها عن الصواريخ الباليستية التقليدية؟ السر ليس في السرعة وحدها!

مواضيع ذات صلة : الصواريخ البالستية وصواريخ اسكود ماهو الفرق بينهما

3. التصنيف التقني: عائلتان رئيسيتان


الفصل الثاني: فتاح 2 – تشريح تقني لإنجاز إيراني مثير

1. النشأة والإعلان: دخول النادي الحصري

2. المواصفات الفنية المعلنة: الأرقام التي تُحدث الفرق

3. آلية العمل: رقصة الموت الفرط صوتية

  1. الإطلاق: ينطلق الصاروخ عمودياً أو بزاوية حادة باستخدام معزز الوقود الصلب القوي.
  2. الصعود الباليستي: يتسلق المعزز بالرأس الحربي عبر الغلاف الجوي في مسار شبه قوسي.
  3. الانفصال: عند الوصول إلى نقطة محددة على حافة الغلاف الجوي (على بعد مئات الكيلومترات من الهدف)، ينفصل المعزز عن الرأس الحربي الانزلاقي (HGV).
  4. الدفعة الأولية: يُشغِّل الرأس الحربي محركه الصغير ذا الوقود السائل لفترة وجيزة، لضبط سرعته وزاوية دخوله للغلاف الجوي ومنحه زخماً إضافياً.
  5. المرحلة الانزلاقية المناورة: هذه هي المرحلة الأكثر خطورة وتفرداً. ينزلق الرأس الحربي بسرعة تبدأ من حوالي 10-12 ماخ (قد تصل لـ 15 ماخ) ويبدأ في الانحدار عبر الطبقات العليا والوسطى من الغلاف الجوي. خلال هذا الانزلاق، يُجري الرأس الحربي مناورات متكررة – أفقية (لتغيير الاتجاه) وعمودية (لتغيير الارتفاع). هذه المناورات تُدار بواسطة أسطح تحكم هوائية (دفاعات) وربما بواسطة الدفع التفاضلي للمحرك الصغير. هذه القدرة على تغيير المسار هي ما تجعله “غير باليستي” بالمعنى التقليدي وتُعقِّد الاعتراض بشكل هائل.
  6. المرحلة النهائية والتوجيه: مع الاقتراب من الهدف، قد يُجري الرأس الحربي مناورات أخيرة تفادياً للدفاعات القريبة ويستخدم نظامه الملاحي لتحديث نقطة الاصطدام بدقة. المحرك الصغير قد يُستخدم لدفعة أخيرة لزيادة الدقة أو اختراق الدفاعات.

4. التميز عن “فتاح 1”: تطور نوعي

Exit mobile version