انتهت رحلة أحد آخر عمالقة جيل الذهب! في كلمات مختزلة حملت دموع الجماهير، أعلن محمود عبدالرازق “شيكابالا”، القائد التاريخي والوجه الأكثر شهرة لنادي الزمالك المصري، اعتزاله كرة القدم نهائياً. جاء الإعلان صادماً عبر مقطع فيديو وجَّهه مباشرة إلى قلوب الملايين من محبيه، مُسدلاً الستار على مسيرة حافلة بالبطولات والألقاب واللحظات الخالدة.
وداع مؤثر من “حارس المنحنى الجنوبي
تحدث شيكابالا بلهجة تخلط بين الحزن والأمل في رسالته المصورة على صفحته الرسمية: “وداعًا المنحنى الجنوبي.. رحلة انتهت ورحلة أخرى ستبدأ من قلب المدرجات”. هذه الكلمات لم تكن مجرد عبارة وداع، بل كانت إعلاناً عن تحول جوهري في علاقة الأسطورة بقلعة الكرة المصرية. وأكد في تصريح لاحق لقناة “إم بي سي مصر” ببساطةٍ تحمل ثقل قرارٍ مصيري: “الرحلة انتهت”، ليغلق باباً دام لعقود في ملاعب الكرة.
إنجازات تُحفر في سجل الأبدية
يعتبر شيكابابا اللاعب الأكثر تتويجاً بالألقاب في تاريخ الزمالك العريق، حيث رفع القميص الأبيض فوق منصات التتويج 18 مرة محققاً إنجازاً استثنائياً. واختتم مسيرته الكروية بتتويجٍ دراماتيكي بلقب كأس مصر الشهر الماضي أمام بيراميدز، مودعاً الملاعب بطقم الكابتن وبصمته المميزة، وكأن القدر هيأ له نهايةً سينمائية تليق بأسطورته.
مفاجأة في قرار الاعتزال
القرار لم يخلُ من مفاجآت مثيرة للجدل. فقد سبق أن ترددت أنباء عن تراجعه عن فكرة الاعتزال بعد تقارير إعلامية أفادت بأن الموسم الماضي سيكون الأخير له، لكنه عدل عن قراره وقرر الاستمرار مع الفريق الموسم المقبل. لكن شيكابالا فضل كتابة النهاية على طريقته، مُعلناً الاعتزال في توقيتٍ اختاره بنفسه، ليثير موجةً من الحزن والحيرة بين جماهير “القلعة البيضاء”.
وداعاً أيها المخضرم.. أهلاً أيها المشجع رقم 12
على مدار موسمه الأخير، شارك القائد المخضرم البالغ 39 عاماً في 17 مباراة، سجل خلالها هدفاً واحداً وصنع هدفين، ليُثبت أنه ما زال قادراً على العطاء رغم السنوات. لكن القرار جاء بعد تأملٍ طويل في مستقبله. تحول شيكابالا من قائد الميدان إلى “حارس المنحنى الجنوبي” الجديد، كما وصف نفسه، مؤكداً أن رحلته مع الزمالك لم تنتهِ، بل ستستمر من قلب المدرجات، حاملاً شغف الجماهير التي صنعته أسطورة.
“لن يرحل شيكابالا.. سيظل حاضراً في كل هتاف، وكل صورة، وكل ذكرى مجيدة للقلعة البيضاء. المدرجات تكتسب أسطورة جديدة، والملاعب تفقد واحدة من أبرز نجومها.”