محمد عبده نعمان الحكيمي (1930 – 1995م)

كتب : توفيق السامعي
مناضل وثائر ونقابي ورياضي من ثوار 14 أكتوبر وداعم أساسي لثورة 26 سبتمبر..ولد عام 1930، ودرس في المدرسة الحكومية بعدن.
سافر إلى السودان لاستكمال تعليمه وعاد بعدها إلى عدن للعمل في سلك التدريس وقد كان يشجع الأنشطة الرياضية في أوقات فراغه فأسس “نادي شباب التواهي” وقد كان النادي غطاءً لنشر أفكاره الوطنية من خلال إقامة المحاضرات السياسية والندوات.
وفي عام 1946م كان احد زعماء أول إضراب في المدرسة بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس الجامعة العربية وهو أول إضراب على مستوى الوطن اليمني الكبير.
وفي سنة 1955م أسس (الجبهة الوطنية المتحدة) واختير أمينا عاما لها, كرد فعل على القانون البريطاني الذي يمنح مواليد الكومنولث حق التصويت والترشيح في انتخابات مجلس عدن التشريعي ويحرم أبناء اليمن من هذا الحق، مالبث أن دعا في كتابته إلى أن عدن يمنية رداً على الاحتلال في القول إن عدن لأبناء عدن، وهو ما أثار حفيظة المحتل خوفاً من أن تتحول هذه الصيحة إلى شعار وثورة يتم إيقادها بدأ التضييق عليه.
وقد عملت الجبهة الوطنية المتحدة التي تولت قيادة حركة المقاطعة على توحيد النقابات المهنية والعمالية التي كانت قد تكونت أو كانت في طور التكوين في إطار”مؤتمر عدن للنقابات” الذي تغير اسمه فيما بعد إلى “المؤتمر العمالي”.
وقد كان نجاح الدعوة لمقاطعة الانتخابات بداية انطلاق النعمان للدعوة إلى أن عدن “يمنية”، وبسبب نشاطه السياسي المتزايد وقدرته على التأثير في الرأي العام الذي تجلى في إفشال الانتخابات التشريعية فقد صدر قرار من حاكم عدن (هيكن بوتام ) بتاريخ 25/4/1956م بنفي النعمان من عدن إلى منطقة دار سعد.
سخر كل جهوده من اجل تكوين المؤتمر الوطني في عام 1956م وحين فشل بحكم الأهداف المتباينة سعى من اجل الاتحاد الشعبي عام 1958م, ثم الاتحاد القومي 1959م والتجمع القومي 1960م وتجمع الهيئات الوطنية الشعبية عام 1961م.
شارك الحكيمي في الدفاع عن الجمهورية الوليدة في 26 سبتمبر 1962م ضد فلول الإمامة وقاد جبهة حريب ثم عين وزيرا للوحدة والإعلام, وقد قام بمحاولات لفك الحصار عن صنعاء عن طريق إحضار المقاتلين من الجنوب خصوصا من التنظيم الشعبي, بعد الحرب التي دارت بين الجبهة القومية وجبهة التحرير قبيل إعلان الاستقلال.
كان منزله في عدن يستقبل الثوار من شمال اليمن، حيث استقبل أحمد محمد النعمان والزبيري وغيرهم، وكان الجميع يعمل للنضال من أجل التحرر من الإمامة في الشمال والاحتلال في الجنوب، لذلك كانت جهود الجميع موحدة في الشمال والجنوب ورؤيتهم واحدة وهي التخلص أولاً من الإمامة في الشمال لاتخاذها عمقاً شعبياً وسياسياً وأرضاً ومنطلقاً لتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني.
شارك محمد عبده نعمان في تأسيس الجبهة القومية سنة 1963 مع عمر الجاوي وقحطان الشعبي وعبدالفتاح إسماعيل وسالم ربيع علي ومحمود عشيش وفيصل عبداللطيف وسيف الضالعي وآخرين، وأخذت الجبهة على عاتقها تحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني، وتزعمت العمل النضالي الأولي حتى تم دمج جبهة القوميين وجبهة التحرير في جبهة واحدة في أواخر ديسمبر 1965 – يناير 1966، بعد سلسلة اجتماعات بين منظمة التحرير والجبهة القومية وتم الإعلان عن دمج المكونين بتنظيم موحد سمي بـ جبهة التحرير الجنوب اليمني المحتل..
ومع الوحدة اليمنية أسس مع عمر الجاوي حزب التجمع الوحدوي في يناير 1990.
توفي الحكيمي يوم 23 يونيو 1995م.





