سالِم رُبَيِّع عَلي (1935- 1978)

كتب: توفيق السامعي ( باحث يمني )
ويعرف باسم سالمين، ثائر وسياسي، كان رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من 22 يونيو، 1969 وحتى تم الانقلاب عليه في 22 يونيو، 1978 وإعدامه في 26 يونيو 1978.
وُلد سالمين في 1935 في محافظة أبين لأب من صيادي الأسماك، وتلقى تعليمه في عدن، وعمل في التعليم، ومارس مهنة المحاماة.
إنضم في أواخر الخمسينيات إلى منظمة الشباب القومي، وشارك في نشاطات الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل.
كان عضواً في القيادة العام للجبهة القومية وأصبح رئيساً للمجلس الرئاسي منذ العام 1969.
بدأت في فترة حكمه المباحثات الوحدوية بغية التوصل إلى صيغة وحدوية مع اليمن الشمالي مع نظيره الرئيس إبراهيم الحمدي، لكنه اتهم عام 1978 بتدبير مؤامرة للاستئثار بالسلطة، وتدبير عملية اغتيال رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي، واغتيل غدراً بعد ذلك مع مجموعة من أنصاره في عدن بعد هزيمتهم في المواجهة المسلحة القصيرة مع مجموعة عبدالفتاح إسماعيل التي كان يقودها علي عنتر.
كان سالمين قائد الجناح اليساري في جبهة التحرير الوطني اليمنية والتي أجبرت قوات الاحتلال البريطاني على الانسحاب من الجنوب اليمني في 29 نوفمبر، 1967، وكان يمثل الجناح المعتدل في الجبهة.
استطاع “الراديكاليون” أن يبسطوا سيطرتهم أكثر من الجناح المعتدل الذي كان يقوده قحطان الشعبي حيث تم الانقلاب عليه، كما سيتم الانقلاب لاحقاً على سالمين.
أثناء عهد سالمين، تم تغيير اسم الدولة من جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وذلك في 1 ديسمبر 1970.
ثم انضم جناح ربيع إلى عدة أطراف سياسية يسارية أخرى لخلق التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية، غير أنه عارض فكرة الحزب الاشتراكي اليمني التي طرحها عبد الفتاح إسماعيل، وكان ثمنه فيما بعد سلطته وحياته.
كانت الوحدة اليمنية حلم كل اليمنيين مواطنين وسياسيين، وكان الرئيسان سالم ربيع علي وإبراهيم الحمدي يتجهزان لتوقيع اتفاقية الوحدة في تلك الأثناء فجرى اغتيال الأول والانقلاب على الثاني، كون الوحدة لم ترق للقوى الدولية والإقليمية حينها وخاصة بين أمريكا وروسيا وبريطانيا، فتم إجهاضها على الفور إلى أن تغيرت الظروف والمعطيات الدولية لاحقاً.
كان سالمين واحداً من أبرز القيادات السياسية التي قادت جنوب اليمن باعتدال، ويوصف بأنه كان الرئيس الأكثر قرباً من كل الأطياف المجتمعية بعد قحطان الشعبي، وشهد جنوب اليمن في عهده ازدهاراً كبيراً وخطوات نحو الوحدة اليمنية الشاملة.
أجبر الرئيس سالمين على الاستقالة بضغط من الأمين العام للحزب الاشتراكي عبدالفتاح إسماعيل ووزير الدفاع علي عنتر ووزير الداخلية صالح مصلح ووزير الخارجية محمد صالح مطيع، وكان الاتفاق بين الجميع على حزم حقائبه والرحيل خارج الوطن، ولكنهم بعد ذلك رفضوا خروجه، وتم مهاجمته وحراسته، وتم إلقاء القبض عليه ومن ثم تصفيته بعد أربعة أيام من استسلامه، وعلى الرغم من أنه عرض عليهم كل السبل لتركه إلا أن أمر تصفيته كان هو الحاسم، وأعدم في 26 يونيو 1978م في محبسه، ولم يعرف قبره إلى اليوم.





