تكبيرات صلاة العيد وفضائل صلاة العيدين في الإسلام

يناقش هذا المقال تكبيرات صلاة العيد ، اذ تعتبر صلاة العيدين من أبرز الشعائر الإسلامية التي يحتفل بها المسلمون في شتى بقاع الأرض، فهي مناسبة دينية واجتماعية جامعة تعكس الفرحة والامتنان لله تعالى على تمام النعمة. يحرص المسلمون على أدائها في صباح أول أيام عيدي الفطر والأضحى، وتتسم هذه الصلاة بخصوصية في أحكامها وكيفيتها التي تميزها عن غيرها من الصلوات. وقد شرع الإسلام صلاة العيدين في السنة الأولى من الهجرة النبوية، إحداهما في غرة شوال بعد صيام شهر رمضان المبارك، والأخرى في العاشر من ذي الحجة تزامناً مع عيد الأضحى المبارك.


مكانة صلاة العيد في الفقه الإسلامي

تباينت آراء الفقهاء المسلمين حول حكم صلاة العيدين، إلا أنهم اتفقوا على أهميتها وعظيم فضلها. ويمكن إجمال أبرز هذه الآراء على النحو التالي:

وقد ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه واظب عليها ولم يتركها طوال حياته، بل أمر الرجال والنساء، بما في ذلك الحيّض، بالخروج إليها، تعظيماً لشأنها وإظهاراً لوحدة المسلمين واجتماعهم. هذه المداومة النبوية تؤكد على الأهمية البالغة لهذه الصلاة في بناء المجتمع الإسلامي وترسيخ قيمه.


وقت أداء صلاة العيدين

تعد معرفة وقت صلاة العيدين أمراً أساسياً لضمان أدائها بشكل صحيح. يدخل وقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، أي ما يعادل ارتفاعها عن الأفق للناظر بحوالي مترين تقريباً، أو زمنياً بقدر 15 دقيقة تقريباً بعد شروق الشمس. وقد حدد العلماء هذا الوقت بزوال حمرة الشمس، أي عندما ترتفع الشمس وتصبح بيضاء ساطعة في السماء. ويمتد وقت الصلاة حتى زوال الشمس، أي قبيل دخول وقت صلاة الظهر. هذا الامتداد في الوقت يتيح للمسلمين فرصة لأداء الصلاة بيسر وسهولة، مع الحرص على عدم تفويتها.


آداب وسنن صلاة العيدين

تترافق صلاة العيدين بمجموعة من الآداب والسنن التي يفضل للمسلم الالتزام بها، لما فيها من فضل وجمال يعكس بهجة العيد وشكر الله على نعمه:


كيفية أداء صلاة العيدين عند أهل السنة والجماعة

تتميز صلاة العيدين ببعض الخصائص في كيفيتها تختلف عن الصلوات المفروضة، وهي على النحو التالي:

تكبيرات صلاة العيد عند اهل السنة والجماعة

صلاة العيد ركعتان، وتكون هيئتها كالتالي:

الخطبة بعد الصلاة

بعد الانتهاء من الصلاة، يخطب الإمام في الناس خطبة واحدة. ومن السنة أن يخصص الإمام جزءاً من الخطبة يوجهه إلى النساء، يأمرهن بما ينبغي أن يقمن به وينهاهن عما ينبغي أن يتجنبنه، كما فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتؤكد هذه الخطبة على أهمية الوعظ والإرشاد وتذكير المسلمين بأحكام دينهم وقيمهم الأخلاقية.


كيفية أداء صلاة العيدين عند الشيعة

تختلف كيفية أداء صلاة العيدين عند الشيعة الإمامية في بعض التفاصيل عن أهل السنة، وهي على النحو التالي:

تكبيرات صلاة العيد عند الشيعة

مواضيع ذات صلة: تهنئة عيد الأضحى المبارك رسائل وأدعية لتجسيد قيم المحبة


أحكام التكبير في صلاة العيدين

تُعد تكبيرات صلاة العيد وهي التكبيرات الزائدة عن تكبيرة الإحرام في صلاة العيدين من أهم مميزاتها، وقد وردت فيها أحاديث مختلفة وأقوال فقهاء متنوعة.

عدد التكبيرات الثابتة

روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيد اثنتي عشرة تكبيرة: سبعاً في الأولى، وخمساً في الأخرى، ولم يصل قبلها ولا بعدها. وقد ذهب الإمام أحمد إلى هذا الرأي. وفي رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم: “التكبير في الفطر سبع في الأولى، وخمس في الأخرى، والقراءة بعدهما كلتيهما”. وهذا يؤكد على أن القراءة تكون بعد هذه التكبيرات.

وعن عمرو بن عوف المزني، أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين: في الأولى سبعاً قبل القراءة، وفي الثانية خمساً قبل القراءة. وقد وصف الإمام الترمذي هذا الحديث بأنه أحسن شيء في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم.

التكبير عند الشيعة

روى علي بن أبي حمزة عن جعفر الصادق، الإمام السادس عند الشيعة، في صلاة العيدين قال: “يُكَبِّرُ ثُمَّ يَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ خَمْساً وَيَقْنُتُ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ ثُمَّ يُكَبِّرُ اَلسَّابِعَةَ وَ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ يَسْجُدُ ثُمَّ يَقُومُ فِي اَلثَّانِيَةِ فَيَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ أَرْبَعاً فَيَقْنُتُ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ ثُمَّ يُكَبِّرُ اَلخَامِسَةَ وَيَرْكَعُ بِهَا.”

أوقات التكبير في العيدين

يستحب التكبير في العيدين للمسلمين رجالاً ونساءً، وذلك في أوقات محددة:

صيغ التكبير في العيدين

الأمر في صيغ التكبير واسع، ومهما كبر به المسلم مما ورد عن السلف فحسن. من أشهر صيغ التكبير:


التكبير الجماعي والصلاة على النبي في التكبير

التكبير الجماعي

وقع الخلاف بين العلماء حول مشروعية التكبير بصورة جماعية في العيدين. فذهب بعضهم إلى عدم مشروعيته، بينما ذهب آخرون إلى جوازه، وهو الراجح. قال الشافعي رحمه الله: “فإذا رَأَوْا هِلاَلَ شَوَّالٍ أَحْبَبْتُ أَنْ يُكَبِّرَ الناس جَمَاعَةً وَفُرَادَى في الْمَسْجِدِ وَالأَسْوَاقِ وَالطُّرُقِ وَالْمَنَازِلِ وَمُسَافِرِينَ وَمُقِيمِينَ ـ في كل حَالٍ ـ وَأَيْنَ كَانُوا وَأَنْ يُظْهِرُوا التَّكْبِيرَ وَلاَ يَزَالُونَ يُكَبِّرُونَ حتى يَغْدُوَا إلَى الْمُصَلَّى وَبَعْدَ الْغُدُوِّ حتى يَخْرُجَ الإِمَامُ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ يَدَعُوا التَّكْبِيرَ، وَكَذَلِكَ أُحِبُّ في لَيْلَةِ الأَضْحَى لِمَنْ لم يَحُجَّ، فَأَمَّا الْحَاجُّ فَذِكْرُهُ التَّلْبِيَةُ.” هذا يدل على أن الأمر في التكبير الجماعي واسع، وأنه من مظاهر إظهار شعائر العيد.

زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التكبير

أما بخصوص زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التكبير، فقد استحسنها بعض أهل العلم لعدم منافاتها للوارد، بينما خالفهم آخرون. ومع ذلك، فإن العادة جارية بين الناس بإتيانها بعد تمام التكبير. وكلام الشيخ ابن جبرين رحمه الله يدل على أنه لا بأس بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبير. فالمسألة من مسائل الاجتهاد، والأمر فيها واسع، ولكن الأولى الاقتصار على ما ورد عن السلف خروجاً من الخلاف.


الصلاة قبل الخطبة: سنة نبوية

من أهم أحكام العيدين التي تميزهما عن صلاة الجمعة هو أن الصلاة تكون قبل الخطبة. هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وتواترت عليه الأحاديث الصحيحة.

وقد ظل المسلمون على هذه السنة حتى جاء مروان بن الحكم في عهد بني أمية، فقام بالخطبة قبل الصلاة، معللاً ذلك بأن الناس لم يكونوا يجلسون له بعد الصلاة. وقد أنكر عليه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ذلك، مؤكداً أن السنة النبوية هي الصلاة قبل الخطبة. هذا التغيير الذي قام به مروان كان بدافع مصلحة اجتماعية، لكنه خالف بذلك السنة الثابتة.


الخلاصة والتطبيق العملي

إن صلاة العيدين شعيرة عظيمة لها مكانتها الخاصة في الإسلام، وهي تظهر وحدة المسلمين وتجمعهم على الخير. ينبغي على المسلم أن يحرص على أدائها وفق السنة النبوية، مع الالتزام بالآداب والسنن المستحبة. من المهم تذكر أن هذه الصلاة هي تعبير عن الشكر لله تعالى على نعمه وإتمام الطاعات، وهي فرصة للتواصل الاجتماعي وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع.

Exit mobile version