شؤون دولية
تشخيص صادم : جو بايدن يُواجه سرطانا بروستاتيا عالي الخطورة

كشف الفحص الطبي للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن (82 عامًا) عن إصابته بــسرطان البروستاتا النقيلي ذي الدرجة 9 على مقياس غليسون، وهو تصنيف يُشير إلى عدوانية عالية، حيث تصل أقصى درجات المقياس إلى 10. وجاء التشخيص بعد معاناته من أعراض بولية متصاعدة، تطلّبت إجراء فحوصات متخصصة، من بينها التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan)، الذي كشف عن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام.
ماذا تعني “درجة غليسون 9″؟
- المقياس: يُقيّم تشوُّه الخلايا السرطانية مقارنة بالخلايا السليمة تحت المجهر، حيث تشير الدرجات الأعلى (7-10) إلى سرطانات سريعة الانتشار.
- التداعيات: وفقًا للدكتور ويليام داهوت من الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن الانتشار العظمي يجعل المرض غير قابل للشفاء في معظم الحالات، لكن العلاجات الحديثة قد تُبطئ تقدمه.
- العلاج: يعتمد البروتوكول الحالي على العلاج الهرموني لقمع إنتاج التستوستيرون، المُحفِّز الرئيسي لنمو الورم.
سياق طبي: سرطان البروستاتا.. الأرقام المُقلقة
- الانتشار: يُعد ثاني أكثر السرطانات تشخيصًا بين الرجال في الولايات المتحدة (15% من الإصابات السرطانية)، وفق المعهد الوطني للسرطان.
- الوفيات: يحتل المرتبة الخامسة كسبب للوفاة بالسرطان عالميًا، مع وجوده في 112 دولة كأكثر السرطانات تشخيصًا.
- التحدي التشخيصي: يؤكد الدكتور أوتيس براولي (خبير أورام بجامعة جونز هوبكنز) أن الفحوص التقليدية قد تفشل في الكشف المبكر، ما يستدعي تطوير أدوات أكثر دقة.
ردود فعل سياسية: بين التعاطف والتشكيك
- ترامب: عبّر عن “حزنه” في منشور على “تروث سوشيال”، لكنه سرعان ما أثار شكوكًا حول توقيت الإعلان، مُلمحًا إلى أن التشخيص كان مُتاحًا منذ فترة، وأن فريق بايدن أخفى المعلومات.
- “بلوغ هذه المرحلة يستغرق وقتًا طويلًا.. أتفاجأ بالتأخير في الإفصاح” — ترامب للصحفيين.
- كامالا هاريس (نائبة بايدن السابقة): وصفت بايدن بـ“المقاتل”، معبرة عن تفاؤلها بـ“تعافٍ كامل”، في إشارة إلى احتمالية استمراره في الحياة العامة رغم المرض.
توقعات طبية: بين الإحصاءات والأمل
- معدلات البقاء: تتراوح عادة بين 3-5 سنوات للمرضى في مرحلة النقائل، لكن الدكتــور جيسون إفستاثيو (مستشفى ماساتشوستس العام) يشير إلى أن العلاجات المُستحدثة قد تُطيل العمر الافتراضي.
- الأعراض المتقدمة: تشمل صعوبة التبول، نزول دم في البول، وآلام العظام، التي ظهرت لاحقًا عند بايدن.
جدل إعلامي: المرض كسلاح سياسي
أعاد التشخيص فتح النقاش حول:
- شفافية القادة: مدى التزام الشخصيات العامة بالإفصاح الفوري عن أوضاعهم الصحية.
- الاستغلال السياسي: استخدام ترامب للقضية لتكثيف هجماته على إدارة بايدن، مستندًا إلى سجل سابق من السخرية من قدراته العقلية.
خاتمة: تحدٍّ شخصي في دائرة الضوء العام
لا يُشكّل تشخيص بايدن تحديًا صحيًا فحسب، بل اختبارًا لثقافة التعامل مع الأمراض المزمنة في المجال العام. بينما تُواصل الأوساط الطبية تطوير آليات علاجية، تبقى القضية الأكبر هي كسر الوصمة الاجتماعية حول السرطان، وإعادة تعريف “القوة” السياسية لتشمل الشفافية والتعامل الواقعي مع التحديات البشرية.