تشير العديد من الدراسات والتقارير إلى أن هناك تراجعًا في استخدام بحث جوجل التقليدي وتوجيه الزيارات إلى المواقع الإلكترونية، وذلك نتيجة لظهور وتطور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وPerplexity وGemini من جوجل نفسها.
أبرز أسباب هذا التراجع:
- الإجابات المباشرة من الذكاء الاصطناعي: تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بتقديم إجابات مباشرة وشاملة للأسئلة، مما يقلل الحاجة لزيارة مواقع متعددة للحصول على المعلومات. فبدلًا من عرض قائمة من الروابط، تقدم هذه الأدوات ملخصًا مُولّدًا بالذكاء الاصطناعي يجيب على السؤال مباشرةً.
- توفير الوقت والجهد: توفر أدوات الذكاء الاصطناعي الوقت والجهد على المستخدمين، حيث يمكنها فهم الأسئلة المكتوبة بطريقة طبيعية وتقديم ردود تشبه المحادثات البشرية، على عكس البحث التقليدي الذي يعتمد على الكلمات المفتاحية.
- فهم السياق والتكيف: تتميز أدوات الذكاء الاصطناعي بقدرتها على فهم السياق والتكيف مع احتياجات المستخدم، وحتى تذكر الأسئلة السابقة لتقديم إجابات مخصصة بناءً على المحادثة.
- ميزات جوجل نفسها: تقوم جوجل بإضافة ميزات الذكاء الاصطناعي إلى بحثها، مثل “نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي” (AI Overviews) التي تظهر أعلى نتائج البحث، وهذا يقلل أيضًا من عدد النقرات على الروابط المؤدية إلى المواقع.
أبرز المواقع التي شهدت تراجعًا في الزيارات من بحث جوجل:
المواقع التي تعتمد بشكل كبير على الزيارات العضوية من بحث جوجل للحصول على معلومات سريعة ومباشرة هي الأكثر تضررًا. تشمل هذه المواقع بشكل خاص: - مواقع الصحة: فقدت بعض مواقع الصحة ما يصل إلى 31% من عدد زوارها.
- المواقع المرجعية (مثل ويكيبيديا): سجلت مواقع مثل ويكيبيديا تراجعًا بنسبة 15% في الزيارات.
- مواقع الأخبار والمحتوى العام: تواجه مواقع الأخبار تحديًا كبيرًا، حيث يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تلخيص الأخبار وتقديمها مباشرةً للمستخدمين دون الحاجة لزيارة الموقع الأصلي. بعض المواقع الإخبارية الكبرى مثل “هافينغتون بوست” و”واشنطن بوست” و”ديلي مايل” شهدت تراجعًا كبيرًا في الزيارات القادمة من محركات البحث.
- مواقع التعليم والعلوم: سجلت هذه المواقع انخفاضًا بنسبة 10% في الزيارات.
- المواقع التي تعتمد على المحتوى السريع والمعلومات العامة: أي موقع يقدم إجابات “روتينية” أو معلومات يسهل تلخيصها بواسطة الذكاء الاصطناعي قد يشهد تراجعًا.
تأثيرات على صناعة الويب:
هذا التحول يدفع أصحاب المواقع والناشرين إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهم. لم يعد التركيز فقط على الظهور في الصفحة الأولى من نتائج البحث كافيًا، بل أصبح من الضروري التركيز على: - تقديم محتوى عميق وذو قيمة مضافة: محتوى لا يمكن للذكاء الاصطناعي توليده بسهولة أو تلخيصه بشكل كامل، مثل التحليلات المتعمقة، والتقارير الأصلية، والتجارب الشخصية، والآراء الفريدة.
- بناء علاقة مباشرة مع الجمهور: من خلال النشرات الإخبارية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات المخصصة لضمان عودة المستخدمين مباشرة إلى الموقع.
- التكيف مع استخدام الذكاء الاصطناعي: فهم كيفية استخدام جوجل للذكاء الاصطناعي في عرض النتائج، ومحاولة الظهور كمصدر موثوق به يمكن للذكاء الاصطناعي الاعتماد عليه في إجاباته.
بشكل عام، الذكاء الاصطناعي لا ينهي البحث على جوجل، ولكنه يعيد تعريفه ويغير الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع المعلومات على الإنترنت.
مقالات ذات صلة
-
-
-
-
-
-
-
-
