تقارير وتحقيقات
العزلة الدولية لإسرائيل: حلفاء أوروبا يغيرون مواقفهم في ظل استمرار حرب غزة

منعطف تاريخي في العلاقات
تشهد إسرائيل تحولاً غير مسبوق في دعم حلفائها التقليديين، حيث بدأت دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وبريطانيا في إعادة تقييم علاقاتها مع تل أبيب. هذا التغير يفاقم مخاوف القيادة الإسرائيلية من تحولها إلى “دولة منبوذة” دولياً، خاصة مع تصاعد الانتقادات لاستمرار العمليات العسكرية في غزة وتقييد المساعدات الإنسانية.
أوروبا: قرارات ملموسة
- الاتحاد الأوروبي:
- أعلن مراجعة شاملة لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل (تشمل اتفاقيات التجارة الحرة) في 20 مايو/أيار.
- بريطانيا:
- علّقت مفاوضات اتفاقية التجارة الثنائية في اليوم نفسه.
- إسبانيا ودول أخرى:
- دعت إلى حظر توريد الأسلحة، فيما علقت عدة دول أوروبية تراخيص التصدير العسكري.
الموقف الأمريكي: فجوة بين الخطاب والممارسة
رغم استمرار الدعم العسكري الأمريكي، تظهر التناقضات في السياسات:
- ملف إيران: تفضيل واشنطن للحل الدبلوماسي بدلاً من الضربات العسكرية التي تطالب بها إسرائيل.
- سوريا: رفع العقوبات وإعادة فتح السفارة الأمريكية دون مراعاة المطالب الأمنية الإسرائيلية.
- غزة: تصريحات نقدية متصاعدة من الكونغرس والإدارة تجاه العمليات العسكرية.
اتجاهان يهددان مكانة إسرائيل
1. تحول الرأي العام الغربي
- الولايات المتحدة:
- استطلاع “غالوب”: الدعم لإسرائيل 46% مقابل 33% للفلسطينيين (الفجوة تضيق).
- الشباب (18-29 سنة): تعاطف مع الفلسطينيين ضعف التعاطف مع إسرائيل (بيو 2024).
- أوروبا:
- ألمانيا: 36% فقط ينظرون لإسرائيل إيجابياً مقابل 38% سلبيين (مؤسسة بيرتلسمان).
2. تغير الاستراتيجيات الإقليمية
- تراجع دور إسرائيل كـ”شرطي إقليمي” لحماية المصالح الغربية.
- إدارة ترامب تتبنى أولويات جديدة تتعارض مع الرؤية الإسرائيلية التقليدية للشرق الأوسط.
التداعيات الاقتصادية والأمنية
- اعتماد إسرائيل المفرط على الاستثمار والتجارة الخارجية يجعلها أكثر هشاشة أمام العقوبات.
- صعوبة التكيف مع العزلة مقارنة بدول مثل إيران وروسيا ذات الاقتصادات المنغلقة.
سيناريوهات المستقبل
- إنهاء الحرب قريباً:
- قد يخفف الضغط الدولي المباشر لكنه لا يحل الأزمات الهيكلية.
- استمرار الوضع الراهن:
- تعميق العزلة مع تصاعد قرارات العقوبات الأوروبية.
- التغيير السياسي الداخلي:
- استطلاعات الرأي تشير إلى أن حكومة نتنياهو ستهزم في انتخابات جديدة، لكن تمسكها بالسلطة يطيل أمد الأزمة.
خاتمة: معضلة وجودية
“إسرائيل تواجه تحدياً وجودياً: الاستمرار في نهج القوة العسكرية المفرطة سيعمق عزلتها، بينما أي تحول جذري في السياسات يهدد التحالفات الداخلية الهشة لحكومة نتنياهو. القرار الأوروبي الأخير قد يكون بداية موجة عزل طويلة الأمد ما لم تغيّر تل أبيب مسارها.”