ينابيع

خطبة في وداع العام واستقبال عام جديد

فيما يلي خطبة للشيخ محمد بن عبدالله الامام بمناسبة عام انقضى ومايجب أن يكون عليه المسلم، وفيما يلي نص الخطبة
……
الخطبة الاولى
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا«»يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾

ثم أما بعد
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمدٌ صلى الله عليه وعلى آله صحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار

إخوة الإيمان
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فهو وصية الأولين والأخرين والأنبياء والمرسلين.
يا أيها الناس اسمعو واعواْ فإذا وعيتم فانتفعواْ إنه من عاش مات ومن مات فات وسيأتي كل ماهو آت وما ذهب فلن يرجع أبداً.

قال الله عزوجل في كتابه الكريم ﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾﴿ لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّآ ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا ۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾

أيها الأخ الكريم، الأيام ذهبت والليالي والساعات فنيت
يسر المرء ما ذهب الليالي  وكان ذهابهن له ذهابا،
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى يا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضك،

إنما أنا وأنت ساعات تقضى في هذه الحياة الدنيا وما مضى فلن يعود أبداً
وها نحن نودع عاماً عشنا فيه وقد انطوى بما انطوى فيه من الأعمال والأقوال والأفعال والأحوال التي داهمناها وناهزنها في هذا العام هذا العام هو ألفٍ وأربعمائة وأربعٍ وأربعين للهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام وداعاً لعام عشنا فيه لاندري هل نحن إلى صعود أم إلى سقوط،لاندري هل نحن إلى جنة أم إلى نار، لاندري هل نحن من الفائزين أم من الخاسرين، لاندري أن نحن ممن رضي الله عنهم أم سخط الله عليهم وساءت أعمالهم في هذا العام.

أيها الأخ الكريم: عام كامل عدد شهوره تتكون من أثني عشر شهراً، الشهر تسعاً وعشرين أو ثلاثين يوماً، واليوم أربعٍ وعشرين ساعة، والساعة تتكون من ستين دقيقة، والدقيقة تتكون من ستين ثانية، هذه أوقات وأزمان كلها عشنا فيها في هذا العام، ماذا عملنا فيها، وكيف مضى هذا العام، وكيف ارتحل وبماذا ارتحل الله أعلم.

اليوم الواحد ثلثه نوم، والثلث الآخر أكل وشرب، والثلث الآخر أعمال وتجارات وأشغال ولهو ولعب وقليل قليل صلاة وعبادة لله، ماهذا البخل الذي حصل، وماهذا الدهاء الذي قد حدث، في عام عشنا فيه وياترى هل قبل الله منا هذه الأعمال، وهل قبل الله منا هذه العبادات والصلوات أم أنها على غير وجهها ممن قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيهم ﴿ يصلي الرجل لله ستين سنة ليس له من صلاته شيء ﴾ ومع هذا كله كم صلاة وصلوات تركت أو أخرت، وكم عبادات أهملت وكم قرآن هجر، وكم سُنة تركت، وكم سيئات وذنوب وكم آثام وأوزار، وكم أخطاء وزلات، وكم وكم مما حصل في هذا العام، كم من ظلم وحقد وحسد، كم من غيبة ونميمة، كم من عقوق للوالدين، كم من إعراض عن ذكر الله، كم من إيذاء للجار، كم وكم حصل في هذا العام لنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب،

أيها الأخ الكريم ـ نحن عشنا في عام هو من أعظم نعم الله عز وجل علينا الأموات تتمنى الساعة والذين في القبور يتمنون الدقيقة، يتمنون التسبيحة وها نحن عشنا عام بأكمله ولا ندري كيف حالنا فيه

أيها الأخ الكريم: نودع عاماً بحزن ونفارق عاماً ببكاء فلنبكي على عام مضى كل واحد منا يبكي على عامه الذي عاش فيه لاتظن أن الأمر سهل عام مضى وكفى، إنما الأمر جلل،
أيها الأخ الكريم: يبكي بكاء الطفل فارق أمه، ما حيلة المحزون إلا بكاء /بكيت على الشباب بدمع عيني، فلم يغني البكاء ولا النحيب /لو سكبنا الدموع سكباً بعدد ساعات ودقائق وثواني هذا العام ما كان ذلك كافياً،

أيها الأخ الكريم: العام الذي عشنا فيه النفس الواحد فيه كنز عظيم لا تساويه الدنيا بحذافيرها بل نبضة القلب فيه كنز عظيم كيف ذالك، قال عليه الصلاة والسلام يا أبى موسى آلا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال: بلى يارسول الله ومن يكره ذالك، كنز من كنوز الجنة، إذا كان الناس يتقاتلون على شبر من الأرض، فكيف بكنز من كنوز الجنة، قال بلى يارسول الله قال: قل لاحول ولاقوة إلا بالله، هذا كنز من كنوز الجنة لا يأخذ من وقتك الثواني ولا الدقائق.
إذاً كم ضيعت من كنوز الجنة، كم ضيعت من كنوز في هذا العام فلنبكي على كنوز ضاعت وأهملت وأغفلناها في هذا العام وهكذا فضائل كثيرة، وهكذا أعمال جليلة ثمينة غالية أهملناها في هذا العام، ومضى هذا العام لاندري كيف مضى.

قال أحد الأباء الكبار عمري الآن خمسة وستين سنة مضى عمري كأنه حلم لا أدري كيف مضى، وقد عاش خمسة وستين سنة، الأعوام تمضي واحداً بعد واحد وكلها تمشي وترتحل من جسمك، تفت فؤادك الأيام فتا، وتنحت الساعات جسمك نحتاً، قلي بربك من الذي اغتنم، ومن الذي فاز، ومن الذي ضيع وخسر.

أيها الأخ الكريم” هل تعلم أنك محاسب على كل لحظة وساعة في هذا العام، أم نحن لا نؤمن بأن نحن محاسبون ومسؤلون عن الأعوام التي مضت والأوقات التي ارتحلت ولهذا قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ ﴾ في هذا اليوم كم يخسر فيه أناس، وكم يغبن فيه أناس، وكم يحرم فيه أناس من عز ذلك اليوم لما ضيعواْ وأهملواْ من حياتهم الدنيوية التي عاشواْ فيها،
بل روى الإمام الترمذي من حديث أبي ذر وجاء عن أبي برزة الاسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ﴿ لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه﴾.
فأعد الجواب لهذه الأسئلة وكلها قد مضت ونحتت من هذا العام الذي عشنا فيه.

أيها الأخ الكريم “تأتي الحسرات والندامات التي تقطع الأكباد سأل نفسك.
أيها الأخ الكريم” عام مضى كم خدمت الإسلام ماذا قدمت من الأعمال، ماذا قد عملت من الجهود، كم بنيت من المساجد، كم أمرت بالمعروف، وكم نهيت عن المنكر، كم أحسنت إلى الناس، كم تعاونت مع معسر، كم فرجت عن مكروب كم وكم عملت من أعمال ومعاملات صالحة في هذا العام.

هاهم الكفار يحصون الفساد الذي نجحواْ فيه في أوساط المسلمين في هذا العام، فحدث ولا حرج فنرى تغيراً عجيباً في أوساط المسلمين هجرت المساجد وحلقات العلم وذكر الله، وامتلأت الأسواق، وامتلأت الشوارع، وضيع الناس ما ضيعواْ من المواسم التي قد فتح الله عز وجل لهم أبوابها وحصل ما حصل من التفريط.

يايها المسلم الكريم “أتريد أن نكون مثل بعض النصارى كانوا يعرضون كنائسهم للبيع والشراء في المزادات لا يوجد من يقيمها ولا من يدخلها أتريدون أن تباع المساجد بعد أيام في مزاد البيع والشراء، لا يوجد من يعبد الله فيها ولا من يذكر الله فيها، لا يوجد لها أهل يستوطنونها ولا تستبعد هذا، إذا عظم الجهل ودبت الغفلة التي هي دمار الأمم.

يايها الأخ الكريم” تأمل وتفكر وحاسب نفسك في العام الذي مضى، كيف مضى، وماذا عملت، وكيف عملت وحاول أن تستدركه بما أستدركته من المنافع والمصالح التي تكون لك بياض للوجوه في الدنيا والآخرة.

لا نكون ممن قال الله عز وجل فيهم ﴿ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ﴾
لا نكون ممن قال الله فيهم ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾﴿ يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾﴿ لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِى﴾

لا نكون ممن قال الله فيهم ﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾﴿ لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾

لا نكون ممن قال الله فيهم ﴿ وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾﴿ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا ﴾

لا نكون ممن قال الله عز وجل فيهم ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا غَيْرَ ٱلَّذِى كُنَّا نَعْمَل ﴾
~لا نكون ممن قال الله فيهم ﴿ يَٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى ﴾

لا نريد أن نبني الدور و القصور والأبراج نريد أن نشيد الدين، وأن نبث العلم، وأن نرفع من هذا الدين بعز عزيز في شتى الأقطار والأمصار، نريد أن نرى عبادة الله موجودة وطاعة الله قائمة على أصولها وعلى ساقها وسنن رسول الله مبثوثة صغيرها وكبيرها معروفها ومالا نعرف، أن تكون موجودة وأن تكون الحياة مليئة بما يرضي الرحمن سبحانه وتعالى.

أيها الأخ الكريم “لا نريد أن نشيد وأن نعد وأن ندخر الأموال وأن يعلو الاقتصاد مع ظلمٌ للعباد ومع تضييع لصلوات والقربات والطاعات، نريد أن تعلواْ وأن ندخر الحسنات والأجور والثواب والدرجات العالية في الفردوس الأعلى في الجنة.

أيها الأخ الكريم” انظر ماذا من عملك ومن وقتك في جنب الله وفي مرضاة الله

…. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم

…………
الخطبة الثانية
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
أما بعد
أيها الأخ الكريم “كيف ستكون في العام المقبل عام ألف وأربعمائة وخمسةٍ وأربعين للهجرة، ماذا قد عزمت، وماذا قد نويت.
قال الحكماء من كان يومه كأمسه فهو مغبون، من كان يومه كأمسه فهو مغبون، ومن كان يومه شرٌ من أمسه فهو ملعون

أيها الأخ الكريم “لاتبغى على الغفلة على ماكنت عليه في العام الماضي بل نحن بحاجة جميعاً إلى أن نجدد النشاط وأن ننظر فيما يرفع من شأن أعمالنا وطاعتنا وقرباتنا وأوقاتنا في جنب الله عز وجل، رق نفسك واعزم العزيمة القوية والرغبة الجياشة بأعمال تبيض وجهك في العام المقبل وها أنا أضع قواعد لعلها تكون سبباً للبناء الطيب السعيد الذي ينفعنا الله به ديناً ودنيا وأخرى.

أيها الأخ الكريم
القاعدة الأولى–تزود من العلم الشرعي بكل ما استطعت من قوة فهو الغذاء وهو الدواء وهو الحراسة وهو النور، وهو الذي تستضي في هذه الحياة إلا به تزود، وتزود حتى تلقى الله عز وجل ولهذا قال الله عز وجل مخبراً رسوله عليه الصلاة والسلام ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا ﴾ فالمحروم والخاسر من حرم من العلم الشرعي الذي هو مائدة الله الطيبة في أرضه وجنة الله في أرض الله عز وجل.

القاعدة الثانية–إشغل وقتك وعمرك بخدمة الإسلام والمسلمين فالوقت إن لم تقطعه في طاعة الله قطعك في معصية الله، وإن لم تشغله بالخير شغلك بالشر، فاقطع وقتك، واشغل وقتك بالنفع والإصلاح والتزود من الأعمال والإصلاح لكل من يريد العون في هذه الحياة خدمة الإسلام والمسلمين.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى طاف الإمام أحمد الدنيا مرتين حتى جمع كتابه المسند.
وقال ابن المقرئ طفت المشرق والمغرب مرتين من أجل طلب العلم،
هكذا تكون الجهود، وهكذا تكون الهمم، هكذا تكون العزائم في الأعوام والأيام لا يضيع نفس ولا تضيع ساعة إلا وفيها بصمة خير، إلا وفيها أثر طيبة على نفسك وعلى من حولك وادخر الأعمال لذلك اليوم عسى الله أن يرفعك فيه.

القاعدة الثالثة– لا تشغل نفسك بشهوات الدنيا وملذاتها أيها الأخ الكريم “إذا أردت أن تقنع نفسك بكل حلال طيب وتمنعها عن كل حرام خبيث فاعطها الجنة ونعيم الجنة وما أُعد في الجنة فإنها تقنع بإذن الله.
قال: عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله تعالى وجدت نفسي تواقة إلى كل شيء ما أعطيتها شيء إلا وتاقت إلى غيره فلما أعطيتها الجنة رضيت وقنعت بذلك.

أيها الأخ الكريم” إن كنت تريد النساء ففي الجنة ماهو أعظم، وأعظم ممن قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه( لو طلعت إحدى نساء أهل الجنة على أهل الأرض لملأت ما بينها نوراً )
إن كنت تشتهي سماع الأغاني ففي الجنة ما هو أعظم قال: عليه الصلاة والسلام( إن الأزواج في الجنة يغنين لأزواجهن بغناء لم يسمع مثله قط ) الحديث من حديث أنس صححه الألباني.
إن كنت تشتهي القصور والدور والذهب والفضة ففي الجنة ماهو أعظم بل قال: عليه الصلاة والسلام آنيتهما ومافيهما من ذهب، وآنيتهما ومافيهما من فضة،
ماذا تريد بعد هذا العطاء دعك من شهوات الدنيا الناقصة. كذلك أيضاً

القاعدة الرابعة–
أيها الأخ الكريم ” إجعل الله عز وجل ونظره إليك في كل ساعة وثانية على الدوام على الاستمرار لأنه من رزق هذا الجدار والواعظ جره إلى كل خير وجره إلى كل صلاح، ومنعه من كل فساد وذنب وضياع.
إجعل نظر الله إليك وعظم الله وأجل الله وقدر الله حق قدره لعل الله عز وجل أن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى من رزق معرفة الله إستراح من كل شيء لايضرك أحد قلبك معلق بالله، رزقك معلق بالله، شؤونك معلقة بالله من بيده شؤون العباد كلهم.

القاعدة الخامسة–
أيها الأخ الكريم “كل ما ينفع في الآخرة سابق إليه وسارع بكل ما أوتيت من قوة حتى ولو بذلت من دنياك، حتى ولو بذلت من مهجتك ونفيس وقتك فتمسك به، وكل ما يضرك في الآخرة فبتعد عنه واجتنبه ولا تقتربه، إجعل هذه القاعدة سيراً لحياتك فإنها تكون بإذن الله دافعاً إلى كل خير.

أخيراً أقل يا معشر الشباب إن نحن قوم خلقنا لنحيي الدنيا بعبادة الله وطاعته وبمرضاة الله وبخدمة دين الله وبنفع الناس فيما يعود عليهم بالخير في الدين والدنيا والأخرى لا تضيع الأوقات والقوة والمرحلة العظيمة فيما لا يرضي الله عز وجل وهنا وهناك.

أيها الأخ الكريم” أيها الشاب إن الناس والأمة بحاجة إليك كحاجتهم إلى الطعام والشراب وكحاجتهم إلى الماء فسابق وسارع ونافس وأعد نفسك لأن تكون بذرة خير وأن تكون غراس خير في هذا العالم، وفي هذا المجتمع.

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير وأن يدفع عنا وعنكم وعن جميع المسلمين كل مكروه وضير
. اللهم اهدينا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما اعطيت وقنا واصرف عنا شر ماقضيت.
. اللهم أصلح دنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر
. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك إنك أرحم الراحمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock