الجرباء من أي شمر : سيرة عائلة حفرت مجد القبيلة في صخر التاريخ

في قلب الصحراء المترامية الأطراف، حيث تلتقي إرادة الإنسان بقسوة الطبيعة، تنبثق سير العائلات التي شكلت تاريخ الجزيرة العربية. ومن بين هذه الأسر العريقة، تقف عائلة الجرباء شامخة كصرحٍ تاريخي، لا يُذكر اسم قبيلة شمّر العظيمة إلا وتُذكر معها. فهم ليسوا مجرد شيوخ أو حكّام عابرين، بل هم الجرباء من أي شمر؟ هم نواتها الصلبة، وسداتها المنيع، والدم الذي يجري في عروق تاريخها المجيد. لقد كانت مسيرتهم حكاية قيادة حكيمة، وبطولة نادرة، وتضحيات جسام، نسجت معاً لوحة فسيفساء ثرية تحكي قصة قبيلة استطاعت بفضل قيادتها من الجرباء أن تترك بصمة لا تُنسى على صفحات التاريخ العربي. من حكم “الصوبين” في حائل إلى معارك البطولة في بادية العراق والشام، ومن ديوان الحكم إلى ميادين الفروسية، ظلّ الجرباء عنواناً للعز والريادة في شمّر، حاملين راية الخرصة من سنجارة من زوبع، حماةً للحمى، وقادةً للأمة.

الأصول المتجذرة: الجرباء والخرصة في نسيج شمّر

لا يمكن فهم مكانة عائلة الجرباء دون العودة إلى جذورها العميقة المغروسة في قبيلة شمّر العظيمة. فهم ينتمون بشكلٍ واضحٍ ومباشر إلى الخرصة، تلك البطون القوية التي تُعد من أشهر وأعرق بطون قبيلة شمّر. والخرصة نفسها هي فرع من سنجارة، التي تُعتبر بدورها أحد الأفرع الرئيسية والكبرى لقبيلة زوبع، والتي تشكل مع عبدة العمود الفقري لقبيلة شمّر الطائية العريقة.

هذه العلاقة ليست مجرد انتماء قبلي عادي، بل هي علاقة عضوية وثيقة لا انفصام فيها. فالخرصة، ومنهم الجرباء، هم عضد آل محمد (أمراء شمر)، كما يصفهم الناسبون والمؤرخون. وهذه العبارة تحمل دلالات عميقة؛ فهم الداعم الأساسي، والجناح القوي، والجزء الذي لا يتجزأ من كيان الإمارة نفسها. لم يكن هناك فرقٌ في الموقف أو التضحية بين أمراء شمّر من الجرباء وبين الخرصة ككل، فكلاهما كانا وجهين لعملة واحدة من التلاحم والنصرة. كانت الخرصة تستميت في سبيل نصرتهم، كما كان الجرباء وأمراء شمّر يذودون عن الخرصة ويُدافعون عنها كأنها منهم، بل لأنها منهم بالفعل، متصلين بها في جد واحد، وجميعهم ينتمون في الأصل إلى قبيلة طيء الأم.

وقد توزعت ديار الخرصة، ومنهم بطون الجرباء، بين نجد والعراق والشام. ففي سوريا، وخاصة في منطقة الخابور، استقر فرع مهم منهم تحت زعامة شيوخ من الجرباء، مثل الشيخ دهام الهادي، حاملين نفس نخوة القبيلة الأصيلة “سيافة” – وهي نخوة تدل على الشجاعة والسلاح. هذا الانتشار الجغرافي لم يضعف الروابط، بل زاد من نفوذ شمّر عمومًا والخرصة والجرباء خصوصًا، وأتاح لهم لعب أدوار سياسية وعسكرية محورية في مناطق واسعة.

شجرة الجربا ء من شمر وأشهر شيوخ الجرباء وقادة شمّر

لطالما ارتبط تاريخ شمّر الحديث، خاصة في القرون الثلاثة الأخيرة، بأسماء لامعة من بيت الجرباء، قادوا القبيلة في السلم والحرب، ورسخوا مكانتها، وواجهوا تحديات جساماً. هؤلاء الشيوخ لم يكونوا مجرد رؤساء عشائر، بل كانوا قادة سياسيين وعسكريين محنكين، تركوا إرثاً لا يمحى:

  1. الشيخ فارس بن محمد آل الجربا (أو فارس بن الحميدي): يُعدّ هذا الشيخ من الشخصيات المحورية في تاريخ شمّر والجرباء خلال أواخر القرن الثامن عشر وبدايات التاسع عشر. كانت حياته حافلة بالأحداث الجسام. فبعد مقتل ابن أخيه مسلط بن مطلق الجربا في معركة العدوة الشهيرة بالقرب من جبل سلمى سنة 1205هـ (1791م) أمام جيش سعود بن عبد العزيز (مؤسس الدولة السعودية الأولى)، اتخذ قراراً مصيرياً. قاد، أو كان شريكاً أساسياً في قيادة، هجرة جماعية لأقسام كبيرة من شمّر، وخاصة من الخرصة وزوبع، من نجد إلى شمال الجزيرة العربية وصولاً إلى بادية العراق والشام. هذه الهجرة، التي غالباً ما ارتبطت بزعامة أخيه مطلق بن محمد الجربا، كانت رد فعل على الضغوط المتزايدة من قوات الدولة السعودية الأولى (الدرعية) ونزاعات القوة في نجد. وبعد مقتل أخيه الشيخ مطلق في معركة لاحقة مع القوات السعودية (“الوهابيين” كما كانوا يسمون وقتها) سنة 1213هـ (1798م) قرب السماوة في بادية العراق، انتقلت زعامة القبيلة بالكامل إلى الشيخ فارس بن محمد. قاد شمّر في هذه المناطق الجديدة، ورسّخ وجودهم، وتوفي سنة 1233هـ (1818م) تاركاً إرثاً قيادياً عظيماً في ظروف بالغة التعقيد.
  2. الشيخ عجيل بن محمد الجربا (عجيل الياور): اشتهر بلقب “حاكم الصوبين“، وهو لقب يدل على سعة نطاق حكمه وقوته. “الصوب” في اللهجة النجدية تعني الجهة أو الناحية، و”الصوبين” غالباً ما يُقصد بهما منطقتي حائل والقصيم أو ما شابه، مما يشير إلى أنه كان شيخاً مهيباً تسيطر زعامته على مناطق واسعة. يعتبر الشيخ عجيل من أبرز شيوخ شمّر في القرن التاسع عشر، حيث قاد القبيلة في فترة ازدهار وصراعات، وترك أثراً كبيراً في ترسيخ كيان شمّر السياسي في نجد.
  3. الشيخ عبدالكريم صفوق الجربا (أبو خوذة): شخصية قيادية بارزة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. لقبه “أبو خوذة” يُشير إلى شجاعته وكثرة مشاركته في المعارك. كان زعيماً محنكاً وقائداً ميدانياً مقداماً، وقاد شمّر في فترات حرجة، خاصة خلال الصراعات مع الدولة السعودية الثالثة (بقيادة الملك عبدالعزيز) وفي بادية العراق. مثّل دوراً سياسياً وعشائرياً مهماً في التفاوض والمواقف خلال تلك الحقبة المضطربة.
  4. الشيخ مطلق الجربا: وهو الشيخ مطلق بن محمد الجربا الذي ذُكر في سياق هجرة شمّر الكبرى ومقتله سنة 1798م. كان شقيقاً للشيخ فارس ووالداً للشيخ مسلط الذي قُتل في معركة العدوة. يُنسب إليه دور رئيسي في قيادة الهجرة بعد مأساة ابنه، وكان زعيماً للقبيلة قبل استشهاده. مقتله على يد القوات السعودية جعله رمزاً من رموز التضحية في تاريخ الجرباء وشمّر.
  5. الشيخ عبدالعزيز المطلق الجربا: يمثل جيلاً متأخراً من قادة الجرباء الأكفاء. تولى المشيخة بعد والده الشيخ مطلق (ربما بعد استشهاد جده المطلق بن محمد أو في سياق آخر)، وواصل مسيرة أسلافه في قيادة شمّر والذود عنها خلال القرن التاسع عشر. اسمه مرتبط باستمرارية سلالة القيادة في بيت الجرباء.

هؤلاء هم أبرز الأسماء، ولكن القائمة تطول لتشمل العديد من الشيوخ والفرسان والقادة من آل الجرباء عبر الأجيال، كلٌّ ساهم في كتابة فصل من فصول مجد القبيلة وحماية كيانها، مؤكدين أنهم الجرباء من أي شمر؟ هم قادتها الأصيلون وحماة حماها.

الخرصة: المكون الأساسي والنسيج الداخلي

لفهم موقع الجرباء الدقيق، لا بد من التعمق أكثر في تركيب الخرصة نفسها، ذلك الكيان القبلي العريض الذي ينتمي إليه الجرباء. تظهر الروايات التاريخية والنسبية بعض الاختلافات في تفصيلات أصول وتشعبات الخرصة، لكنها تتفق على مكانتها المركزية وعلى أن الجرباء هم أحد أعمدة هذا البيت الكبير.

  1. الروايات المتعددة وأصل التسمية:
    • إحدى الروايات الشهيرة تشير إلى أن “الخرصة” هي لقب وليس اسماً لجد محدد. فهي تطلق على مجموعة من البطون المنحدرة من ضنا نبهان (من غنام من سنجارة من زوبع من شمر). ويُروى أنهم يلتقون في النسب مع أبناء عمومتهم أمراء شمر آل محمد (الجربا) عند جد اسمه غنام.
    • رواية أخرى تذكر أن الخرصة تتألف في الأساس من ثلاثة أقسام كبرى هي: الهضبة، والعليان، والبريك، وجميعهم ينتسبون إلى جدٍّ واحد اسمه سيف، وهو من أحفاد زوبع. وقد أنجب سيف أبناءه: عليًّا، وعليان، ومعلا، وخميساً. وتشعبت منهم الفروع:
      • من علي: آل الواصل.
      • من عليان: العليان (الفرايسة).
      • من معلا: الهضبة، ومنهم الجربا (آل محمد).
      • من خميس: البريك، ومنه تشعبت فروع مثل الأحصنة (السعدي، القعيط، الدعالجة، المحامضة، المرازيق، السليم).
    • رواية ثالثة تدمج الخرصة مع الهضبة أو تجعلها جزءاً منها، وتذكر أنهم يتألفون من: الغشم، والبريك، والفرايسة، وآل حسينة، والمرازيق.
  2. الفروع الرئيسية للخرصة (بناءً على المصادر والروايات المتداولة):
    على الرغم من تعدد الروايات، يمكن حصر أهم الفروع التي يُنسب إليها الخرصة، مع الإشارة إلى أن الجرباء هم جزء أساسي من فرع الهضبة المنحدر من معلا بن سيف بحسب الرواية الثانية الأكثر شيوعاً في هذا السياق:
    • الهضبة: وهم الفرع الأكبر والأشهر، وينتشرون في العراق وسوريا. من أفخاذهم الرئيسية (بناءً على النص الأصلي وروايات أخرى):
      • الغشم: رئيسهم تاريخياً حاجم بن غشم، وأفخاذهم: الغشم (نفس الاسم)، الصبحة، الملحان.
      • الهضبة (كفرع أدق): رئيسهم بردان بن جليدان وابن فلاج. (ويشمل هذا التقسيم غالباً الفروع التالية المنتشرة في سوريا تحديداً):
        • ابن عثمان (في المشحنية)
        • ابن جليدان (في البوثة)
        • ابن ركاد (في الركادية)
        • ابن خدعان (في خربة البئر العثمانية)
        • الخميس (في الخميسية)
        • الفلاج (في القامشلي)
        • الصديد (شيوخ الصايح في العراق، وفي الصديدية بسوريا)
        • الغشم (أم الفطام بسوريا – برئاسة ابن غشم، ومنهم الشاعر فاضل غشم).
    • العليان (أو الفرايسة): رئيسهم تاريخياً ابن دايس. يسكنون في حائل (الفرايسة) وفي سوريا. أفخاذهم:
      • الحثاربة: رئيسهم ابن فنيطل، ومنهم الجناع (قرية حميد بسوريا) ومنهم الشاعر ماجد الحثربي.
      • العصواد.
      • آل سبية: رئيسهم حواس بن سبية (العليانية في سوريا).
      • آل دايس: فخذ الرؤساء (في سوريا).
      • آل عكاب: رئيسهم محمد بن عكاب (قرية العقابية بسوريا).
      • الشحاذة: رئيسهم ابن شحاذة.
      • المعزي: رئيسهم ابن معزي.
      • الطرابلة: (ابن طريبيل في سوريا).
    • البريك (أو البريج): رئيسهم تاريخياً الكعيط. أفخاذهم:
      • البهيمان: رئيسهم بهيمان وابن غراب.
      • الحصنة (الأحصنة): رئيسهم الكعيط وابن سعدي، ومنهم: الجداية (رئيسهم سلطان بن فلاح)، وغثيث بن جدعان، آل سويحان، السعدي، الغوارب، الماجد، الولفه، المحمض.
    • العامود: رئيسهم حسن بن عامود، نخوتهم “عصلان” أو “أهل العصلة”. أفخاذهم: التجاغفة (رئيسهم جاجان بن مصيول)، آل غضا (رئيسهم حسن بن محيسن)، آل خلف (رئيسهم حسن بن عامود).
    • الواصل: (من علي بن سيف) في سوريا، مثل هايل السليم.
  3. مكانة الجرباء في هذا النسيج:
    بحسب الرواية التي تجعلهم من معلا بن سيف، فهم إذن جزء لا يتجزأ من فرع الهضبة الكبير داخل الخرصة. وهذا يفسر تلاحمهم الشديد مع بقية فروع الهضبة والخرصة، واعتبارهم القيادة الطبيعية لها ولشمّر بأسرها. فهم ليسوا غرباء أو وافدين، بل هم أبناء العمومة المباشرون، وأحد الفروع الرئيسية المكونة لهذا الكيان القبلي الضخم منذ قرون. قولهم “الجرباء من أي شمر؟” هو تأكيد على هذا الانتماء الأصيل والقيادي في نفس الوقت، فهم من صلبها وهم قادتها.

الانتشار والاستقرار: من حائل إلى ضفاف الخابور

لم تكن مسيرة الخرصة ومنهم الجرباء مقصورة على نجد. فكما ذكرنا، كانت الهجرات، وخاصة الهجرة الكبرى بقيادة مطلق ثم فارس الجربا في أواخر القرن الثامن عشر، نقطة تحول كبرى. اتجهت أقسام كبيرة من الخرصة، وخصوصاً من الهضبة والعليان، شمالاً:

هذا الانتشار الواسع، من حائل قلب نجد إلى أطراف العراق والشام، لم يضعف شمّر بل زاد من نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري، وجعل من الجرباء، بفضل قيادتهم وحكمتهم، عائلة ذات تأثير إقليمي واسع، يحترمها الجميع، ويخشى بأسها الأعداء. لقد حملوا معهم تقاليد شمّر ونخوتها “سيافة” و”من أعلى هضبا”، ونشروها في ديار جديدة، حافظين على هويتهم ووحدتهم تحت مظلة القيادة من الجرباء.

التراث الحي والنخوة المتوارثة

لا يمكن الحديث عن الجرباء والخرصة دون التطرق إلى الموروث الثقافي والاجتماعي الذي يميزهم كجزء أصيل من شمّر:

الجرباء اليوم: استمرارية الإرث وتحديات العصر

لم يختفِ دور عائلة الجرباء مع نهاية العصور التقليدية. فهم لا يزالون يحملون مكانة اجتماعية مرموقة وقيادية داخل قبيلة شمّر، وخاصة بين فروع الخرصة والهضبة، سواء في المملكة العربية السعودية (حائل والقصيم) أو في العراق أو في سوريا.

الخاتمة: الجرباء.. حيث يتجسد تاريخ شمّر

لطالما كان السؤال الجرباء من أي شمر ؟” أكثر من مجرد استفسار عن النسب. إنه سؤال يفتح الباب على مصراعيه لتاريخ حافل بالبطولة والقيادة والتضحيات. فهم ليسوا مجرد فرع من فروع شمّر، بل هم حكّامها التاريخيون، وسداتها المنيعون، وقلب الخرصة النابض. من عجيل الياور “حاكم الصوبين” في حائل، إلى فارس بن محمد قائد الهجرة والمحنك السياسي، إلى عبدالكريم صفوق “أبو خوذة” الفارس الصنديد، مروراً بالعديد من الشيوخ والفرسان، كتب الجرباء سطوراً مضيئة في سجل شمّر.

انتماؤهم للخرصة من سنجارة من زوبع ليس مجرد سلسلة نسب، بل هو تعبير عن كينونتهم كجزء لا يتجزأ من نسيج هذه القبيلة العظيمة، عضد أمرائها، وحماة حماها. انتشارهم من نجد إلى العراق والشام لم يضعفهم، بل وسّع من دائرة نفوذ شمّر وأكد على حكمة قيادة الجرباء وقدرتهم على قيادة دفة القبيلة في أصعب الظروف.

اليوم، وهم يحملون إرثاً ثقيلاً من المجد، يواصل الجرباء دورهم كحكماء وقادة اجتماعيين، حافظين على القيم الأصيلة في عصر التغيرات السريعة. إنهم جسر بين ماضٍ تليد مشرف، وحاضرٍ يتحمل مسؤولية الحفاظ على الهوية والتاريخ. فهم، باختصار، التجسيد الحي لتاريخ شمّر، والشاهد الأبرز على عظمتها وقدرتها على إنجاب القادة الذين يصنعون الفرق. الجرباء من أي شمر؟ هم ببساطة روحها القيادية، ومجدها التليد، واستمراريتها في حاضرها ومستقبلها.

مواضيع ذات صلة:

قبيلة بني خالد قبائل الكويت الهوله وش يرجعون
شجرة مطيررمز قبيلة مطيرفخوذ العتبان
قبيلة العجمان قبائل الدواسرالعبدلي وش يرجع 
غامد الهيلا قبيلة عتيبة قبائل نجد 
رمز قبيلة غامد قبيلة العجمينسب قبيلة حرب 
قبيلة غامد انسابها وديارهافخوذ قبيلة جهينة نسب قبيلة جهينة 
الحراجين وش يرجعون المطرفي وش يرجع قبيلة بلقرن 
قبيلة الغياثي قبيلة بني مهدي قبيلة يام الهمدانية
الجرفالي وش يرجعقبيلة هذيلاكبر قبائل الجنوب
قبيلة بني مالك قسرقبيلة شهرانالبقوم وش يرجعون
قبيلة اكلب وش ترجعشجرة قبيلة الاشراف كاملةقبيلة بلي نسبها وفروعها
Exit mobile version