أفخاذ الأسلم من شمر : تاريخ عريق وتوزيع جغرافي واسع

يناقش هذا المقال أفخاذ الأسلم من شمر حيث تعد قبائل شمر في العراق من أكبر وأهم القبائل العربية، بوجود تاريخي وجغرافي واسع النطاق يمتد من الشمال إلى الجنوب، ويُقدر عدد أفرادها بين 8 إلى 9 ملايين نسمة. تتميز شمر بتراثها العريق ودورها المحوري في تشكيل تاريخ العراق، وقد شاركت في العديد من المعارك وأثرت بشكل كبير في المشهد السياسي والاجتماعي. ضمن هذا الكيان القبلي الكبير، تبرز أفخاذ الأسلم من شمر كجزء أصيل وفاعل.
الجذور التاريخية والنسب العريق لقبائل شمر
تُعتبر قبائل شمر من العشائر التاريخية ذات الأصول العربية الأصيلة، حيث يُرجع المؤرخون والنسابون نسبها إلى قبيلة طيء القحطانية العريقة، والتي تعد من أقدم وأشهر القبائل العربية في شمال الجزيرة العربية. يُقال إن اسم “شمر” هو اسم جد جامع، أو أنه لقبيلة تكونت من تحالف وتجمع لعدد من بطون طيء. هذا النسب القحطاني يمنح قبائل شمر عمقًا تاريخيًا وشرعية عريقة في المشهد القبلي العربي.
يرتبط نسب قبيلة شمر ارتباطًا وثيقًا بـجبل شمر في منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية، والذي يُعتبر الموطن التاريخي للقبيلة قبل تمددها وانتشارها في الجزيرة العربية والعراق والشام. وقد لعبت هذه المنطقة دورًا محوريًا في صياغة هوية شمر وتشكيل فرسانها وقادتها.
فخوذ قبيلة شمر: الأسلم كجزء أساسي
تقسم قبيلة شمر إلى ثلاثة أقسام كبيرة رئيسية هي: عبدة، الأسلم، وزوبع. لم تُعرف شمر كقبيلة مستقلة عن طيء إلا في القرن السابع الهجري، وذلك في حادثة قلبت الموازين في نجد. فبعد حرب طاحنة بين قبائل شمر الثلاث (عبدة والأسلم وزوبع) وبين الأمير بهيج بن ذبيان الزبيدي، الذي كان مسيطرًا على المنطقة وعاصمته عقدة، تمكنت قبائل شمر من الإطاحة به وتولي زمام الأمور. وعلى الرغم من الانتصار، لم تُؤسس تلك القوى المنتصرة حكمًا حضاريًا مستقرًا، بل بقيت المجموعات تحكم بشكل قبلي بدوي، حيث يحكم كل شيخ فرع عشيرته ضمن حدود منطقته.
أفخاذ الأسلم من شمر : التاريخ والتوزيع
يختلف المؤرخون حول أقدم ذكر لـأفخاذ الأسلم من شمر في العراق، فبينما يذكر العزاوي وجودهم منذ عام 1152هـ/1740م، يرى المعاضيدي أن وجودهم يعود إلى عام 1604م في معركة الخانوقة. وتشير مصادر أخرى إلى عبورهم للعراق سنة 1540م بقيادة ابن حسان.
تنقسم أفخاذ الأسلم من شمر إلى قسمين رئيسيين:
- حلف البعير (المؤيدون لآل بقار): ويضمون أفخاذ:
- الطريف
- الجذلة
- السلمان
- المؤيدون للطوالة: ويضمون أفخاذ:
- المنيع
- الوهب
تنتشر مساكن أفخاذ الأسلم من شمر جغرافيًا في: - العراق (الحويجة، كربلاء، صلاح الدين)
- سوريا
- الأردن
- دول الخليج العربي
من أبرز الشخصيات التاريخية في الأسلم:
- رحمة بن بقار: الشيخ المتنفذ (1765-1789م).
- سنان بن حمد الطوالة: قاتل رحمة بن بقار وأول رئيس من الطوالة.
- غانم بن حسان: من أوائل الزعماء في العراق.
البطون والفروع الرئيسية لـ أفخاذ الأسلم من شمر
تتميز عشيرة الأسلم، كجزء كبير من قبيلة شمر، بتركيبتها الاجتماعية المتنوعة وتاريخها الغني. تنقسم إلى ثلاث بطون رئيسية، تتفرع بدورها إلى العديد من الأفخاذ:
- بطن المنيعي: يضم أربعة فخوذ رئيسية:
- طواله: يتفرعون إلى 23 فرعًا منهم (الداني، الكليب، الزياد، إلخ).
- مسعود: فروعهم (اللغيصم، القاسم، النافع، إلخ).
- فايد: فروعهم (الوجاعاء، النفشه، آل وزره، إلخ).
- كامل: فروعهم (الغشام، الطريف، الضبان، إلخ).
تُعرف هذه الفخوذ بدورها الكبير في الحفاظ على تقاليد قبيلة شمر. - بطن وهب: يضم ثلاثة أفخاذ هامة:
- الهمزان: فروعهم (الفنيخ، الجعيلان).
- الجحيش: يتفرعون إلى 9 فروع.
- الوهب: يتفرعون إلى 8 فروع.
يُعتبر هذا البطن جزءًا أساسيًا في هيكل قبيلة شمر. - بطن الصلتة: يتكون من خمسة فخوذ:
- الغرير: فروعهم (الجراح، المقبل).
- المناصير: فروعهم (البكير، الملوح).
- المعاضيد: فروعهم (المشيط، آل عرجاء، اللحصة).
- الهيرار: فروعهم (الدهمي، المفرج، المعيلي، إلخ).
- النفجان: فروعهم (الغانم، الغنينم، العركي).
تُشكل هذه الأفخاذ والبطون نسيجًا اجتماعيًا مترابطًا، يُسهم في استمرارية إرث قبيلة شمر العريق ودورها الفاعل في المنطقة.
مواضيع ذات صلة: