أدعية الطواف والسعي في العمرة

يسعدني أن أقدم لك موضوعًا معمقًا حول أدعية الطواف والسعي في العمرة . هذان الركنان الأساسيان في الحج والعمرة لهما فضل عظيم، والدعاء فيهما من أرجى أوقات الإجابة.
أولًا: فضل الدعاء في الطواف والسعي وأهميتهما
الطواف والسعي ليسا مجرد حركات تعبدية، بل هما فرصة عظيمة للتضرع إلى الله والتقرب إليه بالدعاء. ففي هذه المشاعر المقدسة، يكون قلب المسلم أكثر خشوعًا وتوجهًا إلى خالقه. وقد وردت أحاديث وآثار تبين فضل الدعاء في هذه المواطن:
* الطواف: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الطواف بالبيت صلاة، إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير” (رواه الترمذي). هذا الحديث يدل على عظمة الطواف ومكانته، وأنه بمنزلة الصلاة التي هي عماد الدين ومفتاح كل خير. فكما يستحب الإكثار من الدعاء في الصلاة، فكذلك في الطواف.
* السعي: يعتبر السعي اقتداءً بسيدتنا هاجر عليها السلام في سعيها بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء لولدها إسماعيل عليه السلام. وهذا التذلل والافتقار إلى الله هو جوهر العبادة والدعاء.
ثانيًا: آداب أدعية الطواف والسعي في العمرة
لكي يكون الدعاء أقرب للإجابة وأكثر تأثيرًا في قلب الداعي، يستحب مراعاة بعض الآداب وخاصة في أدعية الطواف والسعي في العمرة :
* الإخلاص: أن يكون الداعي مخلصًا في دعائه، لا يبتغي به رياءً ولا سمعة، وإنما يرجو به وجه الله تعالى.
* التضرع والخشوع: أن يدعو الداعي بتذلل وانكسار، معترفًا بذنوبه وتقصيره، ومظهرًا فقره وحاجته إلى الله.
* اليقين بالإجابة: أن يكون الداعي موقنًا بأن الله سيستجيب دعاءه، ولا يستعجل الإجابة.
* الإلحاح في الدعاء: أن يكرر الداعي دعاءه ويلح فيه، فإن الله يحب الملحين في الدعاء.
* استقبال القبلة: يستحب استقبال القبلة عند الدعاء، إلا في أثناء الطواف والسعي حيث يكون الداعي مشغولًا بالعبادة.
* رفع اليدين: يستحب رفع اليدين عند الدعاء، فهو من أسباب الإجابة.
* البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فهذا من أسباب قبول الدعاء.
* اختيار الأدعية المأثورة: يستحب الدعاء بالأدعية التي وردت في القرآن والسنة، فهي أجمع للمعاني وأبلغ في الأثر.
* الدعاء لنفسه ولإخوانه المسلمين: ينبغي للمسلم أن لا يقتصر في دعائه على نفسه، بل يدعو لإخوانه المسلمين الأحياء منهم والأموات.
ثالثًا: أمثلة لأدعية يمكن الدعاء بها في الطواف والسعي
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية مخصصة من قبيل أدعية الطواف والسعي في العمرة ، إلا ما ورد عند استلام الركن اليماني والحجر الأسود (“بسم الله والله أكبر”) والدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود (“ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”).
ولكن هذا يفتح المجال للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، وبما يخطر في باله من حاجات ورغبات، مع مراعاة الآداب المذكورة. وفيما يلي بعض الأمثلة التي يمكن الاستئناس بها:
أدعية الطواف :
من أدعية الطواف والسعي في العمرة مايلي:
* “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.”
* “اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي.”
* “اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.” (خاصة بين الركن اليماني والحجر الأسود)
* “اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.”
* “اللهم اجعل حجّي مبرورًا وسعيي مشكورًا وذنبي مغفورًا وعملي مقبولًا.”
* “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.”
* “اللهم ارزقني الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب.”
* “اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وعاف مبتلانا وفك أسرانا.”
* “اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.”
ادعية أثناء السعي بين الصفا والمروة:
من أدعية الطواف والسعي في العمرة مايلي:
* يمكن تكرار الأدعية المذكورة في الطواف.
* “اللهم كما سعيت بين الصفا والمروة طلبًا لمرضاتك، فاجعل سعيي هذا مشكورًا وتقبله مني قبولًا حسنًا.”
* “اللهم ثبت قلبي على دينك وأعني على طاعتك وذكرك وشكرك وحسن عبادتك.”
* “اللهم ارزقني الذرية الصالحة، واصلح لي شأني كله.”
* “اللهم يسر لي أمري واشرح لي صدري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.”
عند الصعود على الصفا والمروة:
* عند الصعود على الصفا يستحب أن يستقبل القبلة ويكبر الله ويهلله ويحمده، ثم يدعو بما شاء.
* يفعل مثل ذلك عند الصعود على المروة.

رابعًا: أهمية استحضار القلب والتدبر في الدعاء
إن جوهر الدعاء هو حضور القلب والتدبر في معاني ما يقوله اللسان. فلا ينبغي أن يكون الدعاء مجرد كلمات تردد بلا فهم أو شعور. بل يجب على المسلم أن يستشعر عظمة الله وقدرته ورحمته، وأن يتفكر في حاجته إليه وضعفه بين يديه.
خامسًا: الدعاء للمجموع والأثر الاجتماعي
لا ينبغي للمسلم أن يقتصر في دعائه على نفسه فقط، بل يستحب له أن يدعو لإخوانه المسلمين وللأمة جمعاء. فالدعاء للمجموع له أثر عظيم في تحقيق الألفة والمحبة والترابط بين المسلمين.
ختامًا:
إن الدعاء في الطواف والسعي كنز عظيم وفرصة لا تقدر بثمن. فاجتهد أيها الحاج والمعتمر في الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله في هذه المشاعر المقدسة، لعلك تصادف ساعة إجابة فتفوز برضا الله وجنته. تذكر دائمًا أن الله قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه، فاستغل هذه اللحظات المباركة ولا تحرم نفسك من خيرها.
أتمنى لك حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا ودعاءً مستجابًا. إذا كان لديك أي أسئلة أخرى، فلا تتردد في طرحها.
بين يدي المشاعر المقدسة: وقفات مع فتوى العلامة ابن باز في أدعية الطواف والسعي
في رحاب المشاعر المقدسة، حيث تتجلى عظمة الخالق وتتجسد أركان العبادة، يجد الحاج والمعتمر نفسه تواقًا للتضرع والابتهال. وفي هذا السياق، يبرز سؤال محوري: هل ثمة أدعية وأذكار محددة ومُلزمة للطواف والسعي، أم أن المجال واسع لدعاء الحاج بما يفيض به قلبه؟
يجيب عن هذا التساؤل سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، قامة العلم والفقه، بفتوى مستنيرة تنير الدرب للمسلمين. يؤكد الشيخ رحمه الله بوضوح أنه ليس للطواف والسعي، ولا للوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، أدعية مخصصة يجب التقيد بها. بل يشرع للمؤمن في هذه المواطن المباركة أن يلهج بذكر الله والدعاء بما تيسر له من الخير.
ويوضح الشيخ أن ذكر الله يتجلى في ترديد التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح، والتعبير عن عظمة الله وقدرته. أما الدعاء، فهو ميدان واسع يسع حاجات العبد ورغباته، حيث يسأل ربه مغفرة الذنوب، ودخول الجنة، والنجاة من النار، ويتوجه بالدعاء لنفسه ولوالديه ولعموم المسلمين بالرحمة والهداية والتوفيق. كما يحث على الدعاء لولاة الأمر بالصلاح والسداد، وسؤال الله من خير الدنيا والآخرة في كل موطن من مواطن النسك.
إلا أن الشيخ ابن باز يستثني من هذا العموم سنة نبوية مستحبة في الطواف: ختم كل شوط بالدعاء القرآني الجامع: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”. ويشير إلى أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الدعاء يجعله مستحبًا، مع التأكيد على أن تركه لا يترتب عليه إثم، وأن الدعاء بغيره جائز. كما يسن التكبير عند محاذاة الحجر الأسود في كل شوط.
وفي السعي بين الصفا والمروة، يؤكد الشيخ على استحباب الإكثار من الدعاء والذكر والتكبير على الصفا والمروة عند استقبال القبلة ثلاث مرات، اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم. ويذكر من الأذكار المستحبة: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”.
ويشدد الشيخ رحمه الله على أهمية رفع اليدين واستقبال القبلة حال الدعاء على الصفا والمروة، مع تكرار الذكر والدعاء ثلاث مرات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وفي المسير بين الصفا والمروة، يوصي بالإكثار من ذكر الله والدعاء بما تيسر من الخير.
وفي ختام فتواه، يقدم الشيخ ابن باز نصائح قيمة لتعزيز استجابة الدعاء، منها:
* تحري الأدعية الجامعة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة، مثل دعاء العفو، وسؤال الرضا والجنة، والاستعاذة من السخط والنار.
* البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بحديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه.
* الخشوع والإقبال على الله وحضور القلب، واستشعار عظمة الله والافتقار إليه.
* الإكثار من الدعاء في مواطن الإجابة الأخرى كالسجود وبين الأذان والإقامة.
بهذه الفتوى المستنيرة، يرسخ الشيخ ابن باز رحمه الله منهجًا وسطيًا في فهم أدعية الطواف والسعي، يجمع بين اتباع السنة في بعض المواضع وإفساح المجال لتضرع القلب وصدق اللجوء إلى الله في مواطن أخرى، مؤكدًا على جوهر العبادة وهو الذكر والدعاء الخالص لوجه الله الكريم.

أدعية الطواف حول الكعبة
يُعد الطواف بالبيت العتيق من أسمى مناسك الحج والعمرة، ولحظات الدعاء فيه تحمل في طياتها رجاءً بالإجابة وقربًا من المولى عز وجل. ففي هذه البقعة المباركة، يتجلى خشوع المسلم وتضرعه، مستشعرًا عظمة الخالق وفضله. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي)، مما يؤكد على مكانة الدعاء وأهميته في هذه الحالة الروحانية العميقة.
إن تكرار الدعاء في كل شوط من أشواط الطواف السبعة ليس مجرد ترديد للكلمات، بل هو وسيلة لتحقيق صفاء الذهن، وتعميق الخشوع، واستجلاب السكينة والطمأنينة إلى القلب. وفيما يلي استعراض لأدعية مأثورة ومنتقاة يمكن للمسلم أن يستنير بها في كل شوط من أشواط طوافه:
الشوط الأول: مناجاة الأسماء الحسنى وطلب الخير الشامل
في أولى خطوات الطواف، يتوجه قلب المؤمن إلى خالقه متوسلًا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، تلك التي تهز الوجدان وتملأ النفس إجلالًا. يدعو قائلًا: “اللهم إني أسألك باسمك الذي يمشى به على ظُلَل الماء، كما يمشى به على جدد الأرض، وأسألك باسمك الذي يهتز له عرشك، وأسألك باسمك الذي تهتز له أقدام ملائكتك، وأسألك باسمك الذي ناداك به موسى من جانب الطور فاستجبت له، وألقيت عليه محبة منك، وأسألك باسمك الذي غفرت به لمحمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأتممت عليه نعمتك، أن ترزقني خير الدنيا والآخرة.”
في هذا الدعاء، يستحضر المسلم عظمة الله وقدرته الشاملة، ويتضرع إليه طالبًا الخير بنوعيه، الدنيوي والأخروي.
الشوط الثاني: إظهار الفقر إلى الله وطلب العتق من النيران
مع الخطوة الثانية في رحلة الطواف، يعترف العبد بضعفه وافتقاره إلى ربه، ويلتجئ إليه خائفًا راجيًا. يقول بلسان الذلة: “اللهم إني إليك فقير، وإني خائف مستجير، فلا تغير جسمي، ولا تبدل اسمي، سائلك فقير، مسكينك ببابك، فتصدق عليه بالجنة. اللهم البيت بيتك، والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائد بك، المستجير بك من النار فاعتقني ووالدي وأهلي وولدي وإخواني المؤمنين من النار، يا جواد يا كريم.”
هنا، يستحضر المؤمن قدسية البيت الحرام وانتمائه الخالص لله، متمنيًا لنفسه ولأحبائه النجاة من عذاب النار.
الشوط الثالث: التوسل بالرحمة وطلب العافية وسعة الرزق
في الشوط الثالث، يرفع الداعي أكف الضراعة مبتهلًا إلى الله الرحيم، طالبًا منه صنوف الخير والبركة: “اللهم أدخلني الجنة برحمتك، وأجرني من النار، وعافني من السقم، وأوسع علي من الرزق الحلال، وادرأ عني فسقة الجن والإنس وشر فسقة العرب والعجم. يا ذا المن والطول، يا ذا الجود والكرم، إن عملي ضعيف فضاعفه لي، وتقبله مني، إنك أنت السميع العليم.”
في هذا الدعاء، تتجلى رغبة المؤمن في الفوز بالجنة والنجاة من النار، مع طلب العافية في البدن وسعة الرزق الحلال، والتضرع بقبول العمل الضعيف.
الشوط الرابع: الإلحاح في طلب العافية ودوامها والثناء على المنعم
في هذا الشوط، يتضرع المسلم إلى الله، مصدر العافية وواهبها، مثنيًا عليه وراجيًا إحسانه: “يا الله، يا ولي العافية، وخالق العافية، ورازق العافية، والمنعم بالعافية، والمتفضل بالعافية علي وعلى جميع خلقك يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صلّ على محمد وعلى آل محمد، وارزقنا العافية ودوام العافية، وتمام العافية، وشكر العافية في الدنيا والآخرة، برحمتك يا أرحم الراحمين.”
هنا، يركز الدعاء على نعمة العافية بكل صورها، مع الشكر لله على هذا الفضل العظيم.
الشوط الخامس: حمد الله على النعم وطلب الهداية والدعاء الجامع
في الشوط الخامس، يتوجه قلب المؤمن بالشكر والثناء على الله لما أنعم به عليه من نعمة الإسلام والنبوة والإمامة، ثم يسأل الهداية ويكرر الدعاء القرآني الجامع: “الحمد لله الذي شرفك وعظمك، والحمد لله الذي بعث محمدًا نبيًا، وجعل عليًا إمامًا. اللهم اهد له خيار خلقك، وجنبه شرار خلقك. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).”
في هذا الجمع المبارك بين الحمد والدعاء، يسأل المسلم الخير في الدنيا والآخرة.
الشوط السادس: التضرع بالضعف وطلب المغفرة والاستجارة بالله من النار
في الشوط السادس، يعود العبد إلى ربه معترفًا بضعفه وتقصيره، راجيًا عفوه ومغفرته، ومستجيرًا به من عذاب النار: “اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائد بك من النار، اللهم من قبلك الروح والفرج، والعافية. اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي، واغفر لي ما اطلعت عليه مني، وخفي على خلقك، أستجير بالله من النار.”
هنا، يتجلى صدق اللجوء إلى الله والاعتراف بالذنب مع الرجاء في كرمه.
الشوط السابع: الاعتراف بالذنوب وطلب الاستجابة والرضا بالقضاء
في آخر أشواط الطواف، يختم المؤمن دعاءه بالاعتراف بذنوبه الكثيرة، مع التطلع إلى رحمة الله ومغفرته الواسعة، ويسأله الرضا بما قسم والبركة فيما أعطى: “اللهم إني عندي أفواجًا من ذنوب، وأفواجًا من خطايا، وعندك أفواجٌ من رحمةٍ وأفواجٌ من مغفرة. يا من استجاب لأبغض خلقه إذ قال: (أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، فاستجب لي. اللهم قنّعني بما رزقتني، وبارك لي فيما آتيتني.”
في هذا الختام المؤثر، يتجلى صدق التوكل على الله والرضا بقضائه وقدره.
إن هذه الأدعية المأثورة والمنتقاة تمثل نماذج طيبة يمكن للمسلم أن يستلهم منها في طوافه، مع جواز الدعاء بما يفيض به قلبه وحاجاته في كل شوط، مستحضرًا عظمة المكان وشرف الزمان، راجيًا من الله القبول والإجابة.
الطواف: دورة الكون حول محور الإيمان
عندما تطوف بالبيت العتيق، فكأنك تدور في فلك القرب الإلهي. إليك كنوزًا من الأذكار والدعوات:
1. **التوحيد والثناء:**
*”اللهم لك الحمد حمدًا يوافي نعمك، ويكافئ مزيدك، أحمدك بجميع محامدك على كل نعمك ما علمت منها وما لم أعلم…”*
– ابدأ بحمد الله وشكره، فالحمد مفتاح كل خير.
2. **الصلاة على النبي ﷺ:**
*”اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد…”*
– تذكّر أن الصلاة على النبي تُضاعف الأجر وتُقرب الدعاء.
3. **الاستعاذة والطلب:**
*”أعذني من الشيطان الرجيم، وقنعني بما رزقتني وبارك لي فيه…”*
– هنا تتحول الحركة الجسدية إلى حصنٍ منيع ضد الوساوس.
4. **دعاء الوفادة:**
*”يا رب أتيتك من شُقة بعيدة مؤمّلًا معروفك، فأنلني معروفًا يُغنيني عن خلقك”*
– إعلانٌ صادق بالاعتماد الكلي على فضل الله.

**أسرار يُكشفها الطواف
– **عند استقبال الحجر الأسود:**
*”اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، واتباعًا لسنة نبيك”*
– (دعاء مُستحب عند الابتداء بالطواف).
– **بين الركن اليماني والحجر:**
*”ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”*
– (سورة البقرة: 201). هنا يُستحب الإكثار من الدعاء لقربه من موضع الإجابة.
السعي بين الصفا والمروة: رحلة الإيمان عبر التلال
تبدأ هذه الشعيرة بتلاوة قوله تعالى:
*{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ}* (البقرة: 158)، ثم تُتبع بسنن النبي ﷺ:
1. **عند الصعود إلى الصفا:**
*”أبدأ بما بدأ الله به…”*
– (كما في صحيح البخاري). استحضارٌ لاتباع الهدي النبوي.
2. **التهليل والدعاء على القمة:**
*”لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده…”*
– (ثلاث مرات كما ورد في الحديث). تكرارُ التوحيد يُذيب هموم الدنيا.
3. **خلال السعي:**
*”اللهم اعصمنا بدينك، واجعلنا من أئمة المتقين…”*
– اختر من الأدعية الجامعة ما يُناسب حالك.
وصايا ذهبية لسعيٍ مُبارك
– **في الوادي الأخضر (بطن المسيل)
يُستحب الإسراع هنا للرجال تيمنًا بسنة النبي ﷺ، مع الدعاء:
*”رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم”*.
– **عند الانتهاء من الشوط السابع:**
*”اللهم تقبل سعينا، واغفر تقصيرنا، واجعلنا من عتقائك من النار”*.
أدعية قرآنية نيرة للسعي
– *{رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}* (الكهف: 10).
– *{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}* (طه: 25-28).
جوهرة الختام: الدعاء الجامع
*”اللهم اجعلنا ممن يُحِبك ويُحِب ملائكتك وأنبياءك، وارزقنا لذة النظر إلى وجهك، ولا تحرمنا جوار حبيبك محمد ﷺ في الفردوس الأعلى”*.
ختاماً: أدعية الطواف والسعي في العمرة التي اوردناها هي اجتهادية باستثناء ماورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى المسلم ان يجتهد في دعائه ويدعو الله من خيري الدنيا والاخرة.
مواضيع ذات صلة: